هناك نظرية تسويق يمكن أن يكون هناك من سبقني إليها ولكنها هدية أهديها لمركز الاتصال الوطني.

النظرية تقول كلما رأيت تجمعاً لأي سبب حتى لو كان السبب (هوشة) انتهز فرصة تجمع الناس وافرش فرشتك واعرض بضاعتك، فتلك أفضل الأوقات للبيع والدعاية والإعلان.

بالرغم من كل الجهود المبذولة من جميع الجهات ذات الصلة لتوضيح كل ما يتعلق ببرامج الحكومة إلا أنه -كما جرت العادة- يثار اللغط و.. و.. تظهر استفسارات جديدة ويعاد طرح أسئلة قديمة كلما صدر تصريح من مسؤول أو وزير حول أي من تلك البرامج الحكومية، هذا التصريح سيحدث تفاعلاً بين الناس سيطرح في وسائل التواصل في الواتس آب بين الأهل والأقارب في المجالس، وهذا هو (التجمع) الذي نبحث عنه ويجب أن نتحراه، التفاعل سيجعل الناس تجتمع للحديث عن التصريح وردود الفعل ستكون هي موقع التجمع، هنا على مركز الاتصال أن يفرش بسطته ويعرض بضاعته في هذا التوقيت وهذا المكان.

إنما مع الأسف تمضي أيام بعد نشر أي تصريح دون أن نتدارك الأمر، وتتسع الهوة بين المواطنين والجهات الحكومية المعنية فلا إجابات يتم التساؤل عنها ولا معلومات صحيحة تصل، ذلك يحدث في كل مرة يصدر تصريح ويترك للصحافة نقل التصريح الذي جاء شفهياً في مجلس النواب كما حدث مع الدكتورة جليلة السيد حين صرحت يوم الثلاثاء عن برنامج الضمان الصحي.

انتشار التساؤلات حول الرزم الاختيارية والإلزامية وما هي الخدمات المستثناة وكيف سيتصرف المواطن ويتحمل تكلفتها ووووو أسألة جديدة وأسئلة مكررة جرى تداولها وتركت ولم ننتهز الفرصة لاقتناص اهتمام الناس في تلك اللحظة بهذا الموضوع.

نصيحتي أن يكون مركز الاتصال الوطني منتبهاً في كل مرة يجيب أي وزير على أسئلة النواب أو الشورى ويعرف أن الجواب سينشر في الصحافة وفقاً لنقل الصحافة، نصيحتي أن يلتقط الخيط في حينها ويعيد نشر كل ما يتعلق بالإجابة كما وضح الوزير ثم يضيف له مزيداً من التوضيح حتى لا تترك القراءات للتأويلات ثم ويضع السؤال الذي تمت الإجابة عليه مع جملة الأسئلة المكررة التي تعرض على موقع "المجلس الأعلى للصحة" ويزود الصحف برابط الموقع حتى يكون المركز مع المواطن على تواصل تفاعلي دوماً وموجود وله أثر مع تساؤلات الناس بل وينتهز الفرصة التي أثارت وحركت الحديث عن أي من البرامج الحكومية ليعيد نشر التفاصيل عن برامجه وكيفية الاستفادة منها ولمزيد من الاطلاع ينشر من جديد مواقعه المعنية مع كل الوزارات لا الصحة فقط.

هذه الآلية مهمة جداً لأن الناس أما تنسى ما قرأت قبل فترة، أو هناك شريحة لم تقرأ ما سبق شرحه، فكلما يطرح سؤال وإجابته في الصحافة تبقى الفراغات كثيرة حينها وتملأ من قبل اجتهادات التفسير والتأويل، فلا يعول المركز على أن كل شيء موجود في الموقع الإلكتروني والناس لا تريد أن تتعب نفسها وتبحث وووو، قدرنا أن نلقم الناس المعلومات كل مرة وبين فترة وأخرى دون كلل أو ملل، وأن لا نتكل على مرة نشرنا أو قمنا بحملة إعلامية وانتهت منذ زمن أن مهمتنا انتهت معها.