حين قرأت أمس عن استقبال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، لمعالي السيد مسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق الشقيق، عادت بي الذكرى إلى اللحظة التي عثرت فيها على لوحة فنية غنية بالمعاني تنشر اليوم الضياء في منزلي.

ومعروف أن زيارة دولة رئيس وزراء كردستان إلى البحرين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، نظراً لحرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية وتمتين أواصر الصداقة بين البلدين.

وقبل سنوات عدة، زرت العراق الذي كان حينذاك غارقاً في ليل الشعارات ومتدثراً برداء بدا داكناً هجره الضوء منذ زمن طويل. بقي هذا "الظلام" الدامس في مخيلتي حتى وصلت إلى إقليم كردستان، حيث كان المشهد بعيداً بُعد الليل عن النهار. عندها قررت أن أقطف بعض ضياء كردستان وأحمله معي أينما ذهبت.

وها هو هذا الضياء مجسّداً اليوم في لوحة جدارية يزدان به منزلي وتملأ حياتي بالنور وتذكرني بفرحة كردستان. والحق أنني كلما نظرت إليها شعرت بأن أجنحة خفية تطير بي بعيداً إلى عالم من البهجة. ففيها أرى وجوهاً باسمة تختال في عالم موشى بألوان الحياة، ينضح بالسرور ويتسلل الضوء إلى خلاياه فينشر المزيد من الحرية والتفاؤل بمستقبل أفضل.

هكذا تبدو اللوحة أعمق بكثير من مجرد قطعة فنية تزين المكان. إنها أشبه بقصيدة تتغنى بنضالات شعب وانطلاقة أمة على طريق الأمل، لتمجد الحياة وتكتب بيديها قصة نجاح حققه الوطن الصغير الذي يرتاح في حضن طبيعة خلابة، ويمتاز بروح تواقة أبداً إلى العلا.

وفي قصر الصافرية، كان اللقاء الذي يعكس الأخوة والصداقة الوطيدة بين مملكة البحرين وإقليم كردستان العراق. نقل دولة رئيس الوزراء تحيات فخامة السيد نجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، إلى جلالة الملك المعظم، وتمنياته الطيبة للمملكة بمزيد من التقدم والازدهار. في المقابل، أكد جلالته على أهمية تعزيز العلاقات بين الشعبين الصديقين، وتوسيع نطاقها. وتناول اللقاء سبل دعم التعاون وتنميته في شتى المجالات، كما اشتمل على مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

والحق أن هذه الزيارة التي تنبض بالأمل وتستشرف مستقبلاً يشهد تطويراً ملموساً للعلاقات الثنائية، تذكرني باللوحة المزخرفة بألوان البهجة التي تشع بالضوء في منزلي. وألمس في هذه الزيارة فرصة لترسيخ الصداقة والتعاون بين مملكة البحرين وإقليم كردستان العراق، والمضي بهذه الشراكة خطوات إلى الأمام للوصول إلى مستقبل ملؤه الرخاء لكل من الشعبين الصديقين، وترسم معالمه الفرح الذي تنضح به لوحتي الكردية.