كثير منا في صغرهم، حينما كانوا يسألون عن أمنياتهم في الكبر، وماذا يودون أن يكونوا عليه أو يعملوا فيه، كثير منا كان يقول: أريد أن أصبح شرطياً، أو ضابطاً في الشرطة.

وحين يُسألون عن الأسباب، كان الرد ببراءة الأطفال: حتى أحمي بلدي وأحمي الناس وأساعدهم وأتصدى للمجرمين.

نعم، وبنفس تفكير الصغار ونظرتهم لمهنة الشرطي والضابط، فإن الهدف الأسمى الذي يعرفه الصغار والكبار يتمثل بأن العاملين في هذا المجال، هم رجال نذروا أنفسهم لحماية الوطن وأهله والمقيمين فيه، هم رجال مهمتهم حفظ الأمن والنظام والتصدي للجرائم، ما يعني هدفهم هو استقرار هذا المجتمع.

بالتالي حينما نحتفل سنوياً بيوم الشرطة، تكون عيوننا دوماً على أولادنا، كيف ينظرون لهذا اليوم، وما هي انطباعاتهم بشأن رجال الشرطة وأهمية دورهم. وسندرك على الفور أن هناك نظرة سائدة لدى أبنائنا، أهمها أن هذه الفئة عملها يتلخص في حفظ الأمن وتطبيق القانون.

طبعاً دورنا مهم هنا في زيادة الوعي بشأن رجال الشرطة، وأن دورهم ليس فقط مقتصراً على هذه الواجبات، بل البحرين وبفضل من الله ثم بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، وتطبيق رؤيته وتوجيهاته بالنسبة لدور رجال الأمن، وهذا التطبيق الذي يتم بشكل مسؤول وجاد من قبل القائمين على ”مصنع الرجال“ في وزارة الداخلية على رأسهم معالي الوزير الوطني المخلص، الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، كل هذا صنع لرجال الشرطة أدوارها هامة وأكثر تقدماً في خدمة الوطن وأهله.

نتحدث عن مسيرة مشرفة لجهاز الشرطة تحت منظومة وزارة الداخلية، فبالإضافة لحماية البحرين وأهلها القاطنين فيها، والعمل على استقرار مجتمعها وإبعاد الجريمة عنه، فإن صناعة الوعي المسؤول لدى الفرد باتت من أكثر الأدوار وقعاً وتأثيراً التي تركز عليها الوزارة ويحرص جهاز الشرطة على ترسيخها.

حينما تسمو وزارة الداخلية على شكلها التقليدي المتعارف عليها عالمياً، كجهة ضبط وتطبيق للقانون، وتتحول إلى جانب ذلك إلى جهة تعزز من المسؤولية المجتمعية، وتصنع الوعي لدى الأفراد، وتعمل على مساعدة المحكومين والواقعين في الأخطاء ليصححوا مساراتهم ويتحولوا إلى عناصر فاعلة وإيجابية في المجتمع، ويتجلى ذلك في المراكز الإصلاحية المتطورة، وتبني المفاهيم الإنسانية السامية وتطويعها عبر أفعال راقية. هنا نجد بأننا نمتلك منظومة هي أقرب لقلوب الناس وثقتهم. هي نموذج مشرف لجبهة أساسية وهامة في صرح هذا الوطن الغالي.

في يوم الشرطة لا ننسى الأبطال الذين لا يهابون أي شيء لأجل البحرين، نتذكر الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم لأجل تراب هذا الوطن وأهله، نتذكر العيون الساهرة التي تعمل على مدار الساعة لتضمن أن الوطن وأهله ينامون قريري العين.

لو أردنا تعديد المناقب لما انتهينا، لكننا نختصر القول دائماً، بأن هذا اليوم هو لنا بمثابة احتفاء بالشرف والتضحيات والشجاعة، يوم نتذكر فيه أفراداً مخلصين لا يقف عملهم عند يوم واحد، بل هم دائماً وأبداً حماة لهذا الوطن ويفدونه بالغالي والرخيص.

عزيزي الشرطي، كل الامتنان والعرفان، وتظلون جميعاً فخراً فوق الرؤوس.