تكتمل فرحة عيدنا الوطني بالسلام على رمزنا الأول القائد الوالد جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، خاصة في ذكرى اليوبيل الفضي لحكمه الذي حقق إنجازات عديدة لبلادنا الغالية في "عهده الزاهر".
بالأمس وفي قصر الصخير، خص ملكنا الغالي صحافتنا الوطنية والكتّاب بإطراء وإشادة وتقدير لا يقدر بثمن، حينما كان يحدثنا وبجواره ضيف المملكة سمو الأمير إدوارد دوق إدنبره ممثل الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، حيث قال للأمير إدوارد بأن هذه صحافتنا وكتّابنا الذين نعتز بكتاباتهم، وبيّن كيف تكون كتاباتهم الوطنية بالغة الدقة، وهم مصدر فخر واعتزاز لنا. وكانت ردة فعل الأمير إدوارد جميلة، حينما قال بأن الصحافة دائماً مهمة للأوطان.
في أعيادنا الوطنية ندعو دائماً وأبداً للبحرين أرضنا الغالية بالخير، وندعو لربانها وقائد نهضتها الحضارية وحاميها الأول وحصنها المنيع جلالة الملك حفظه الله بالصحة والقوة، فهذا الرجل العظيم يمثل لنا أغلى ما نملك في هذا الوطن، فهو الوالد الحنون، والحصن الحصين، والسند والذخر لكل أبناء البحرين.
بابتسامته الدائمة، وترحيبه المميز للجميع، وتلقائيته التي لا يجاريه فيها أحد، ترجّل الملك من على المنصة الملكية بعد إلقاء كلمته السامية وبعد تكريم دفعة جديدة من أبناء وبنات الوطن المخلصين والمميزين في عملهم على امتداد القطاعات المختلفة، ترجّل ليطوف في الساحة الرئيسة بقصر الصخير، مسلّماً على الجميع ومتحدثاً معهم، ولم يستثنِ أحداً، وبكلام الوالد الحنون كان يسأل الجميع: "عساكم بخير"، سؤال قائد مهتم بشعبه، والرد واجب علينا يا أبا سلمان هنا: نحن بخير، طالما أنت بخير.
نحتفي بمرور ربع عقد على حكم ملكنا الحبيب، رجل جاء ليغير الخارطة، وليصنع "بحرين" حديثة متطورة ومتجددة، ولتتحقق على يديه إنجازات لا تتوقف، وليقدّم لنا طوال هذه السنين دروساً من أخلاقه وقيادته وحصافته، وليبيّن لنا أهمية التقدير والبر والاحترام وتقدير ما مضى من عمل، وهنا ولمرة أخرى بعد حديثه المرتجل الجميل في مارس الماضي، يعود ليذكرنا بالغالي على الجميع، بأمير القلوب، صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله، وكيف أن ما تحقق على يد الملك حمد بن عيسى، هي أحلام وأهداف والده العظيم عيسى بن سلمان.
مثلما كان والدك عظيماً، وذا قلب واسع، وذا رحمة واحتواء لكل أبناء البحرين، سرت يا جلالة الملك على نهجه، وكنت تجسيداً له في كل خطواتك، وتفوقت على عصرك بإنسانيتك وحبك للناس. وأقولها هنا وأنا أعكس واقعاً ليدرك من لم يتشرف بالسلام على الملك حمد بن عيسى والحديث مباشرة معه، إذ تخيل أنك تتحدث مع شخص وتريد لعقارب الساعة أن تتوقف، وتريد بأن تطول هذه اللحظات ألا تنتهي، لما في كلامه من محبة ورقي وتقدير، لما في صفاته وحضوره وطلته من جمالية لا تود معها أن تنتهي هذه اللحظات.
هو الملك حمد بن عيسى آل خليفة، باني البحرين، قائد هذا الوطن، المدافع القوي عنها وعن شعبها، وهو الأب الحنون، وملك الإنسانية وصانع الفرح.
ندعو لك بكل خير يا رمزنا، وندعو الله أن يوفقك دوماً ويسدّد خطاك، وأن يجعل فرح البحرين الدائم على يديك، مثلما جعلك الله حامياً وصائناً لها.