يوم الشهيد البحريني، مناسبة وفق الله سبحانه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ليعلنها متزامنة مع أعيادنا الوطنية، وليخلدها في يوم 17 ديسمبر من كل عام.
هي فعالية لم توجد ليعبر عنها بالحزن والأسى، بل على العكس، لتكون فعالية نفرح فيها برجال صعدت أرواحهم لبارئها وهم بإذن الله في جنة النعيم، هم شهداء أبرار، إذ من يستشهد دون أرضه هو في جنات عليين كما أخبر رسولنا الكريم.
يوم الشهيد البحريني، هو يوم نتذكر فيه الرجال المخلصين، يوم نقف فيه مع عوائلهم وأبنائهم ونذكر أجيالنا المتعاقبة بهم، نخلد فيها ذكراهم، نربي أبناءنا على التاريخ البحريني الوطني المشرف، وكيف أن فيه رجالاً ضحوا بأغلى شيء ملكوه لأجل وطننا ولأجلك يا بني ويا أخي ويا صديقي، هؤلاء هم الشهداء الذين لم تذهب أرواحهم فداء لقضايا ذات أهداف فئوية، لم تذهب أرواحهم لأجل أمور تضر بأوطانهم، بل ذهبت فداء لأرضهم، وما أعظم افتداء الأرض بالروح.
مملكة البحرين قيادة وشعباً مخلصاً تفاعلت مع هذا اليوم بإخلاص ووفاء، ليست فقط "وردة الشهيد" البيضاء هي التي زينت صدورنا، بل رمزيتها أعلى وأكبر، هؤلاء الشهداء من رجال الواجب الأبطال، هم الذين في قلوبنا، ندعو الله بألا يجعل الأيام والسنوات تنسينا ملاحمهم وبطولاتهم، ألا يغيبوا عن ذكرانا، وأن نتذكر دائماً أنه لولا تضحياتهم لربما عانت بلادنا وضاعت هويتنا، وأضحينا مثل دول اختطفت وسرقت وعانى أهلها.
الدولة تقوم بعديد من الأمور تجاه عوائل الشهداء، لم تنسهم، أنشأت صندوقاً داعماً لهم، وجلالة الملك بنفسه يحيطهم بالرعاية والعناية، وعلى هذا المنوال بلادنا بأصالتنا وطيبتها المستمدة من رحمة وقلب ملكنا، لا تنسى الأيتام من أبناء الشهداء، ولا تترك أمور عوائلهم عرضة لتقلبات الزمان، فحق هؤلاء الأبطال علينا، دمهم ذهب من أجل الدولة، ودولتنا وملكنا أعظم من يقدر المخلصين الوطنيين.
نشد على ما يفعله بوسلمان، ونحن نعلم دوماً أن أبناءه شهداء الواجب وأسرهم في قلبه ووجدانه، فجزاه الله كل الخير على ما يفعله، وشكراً له على تخليد ذكراهم وتخصيصه يوماً دائماً في تاريخ هذا البلد لهم، يوماً يتزامن مع احتفالات البلاد بأعيادها الوطنية، فيوم شهداء الوطن سيظل يوم فرح نتغنى فيه بأبطالنا، وندعو لهم، وهم بإذن الله عند ربهم يرزقون.
هؤلاء لم ينسوا البحرين حينما جاء نداء الواجب .. بالتالي هم من الاستحالة أن تنساهم البحرين .. هي تفخر بهم وتزف ذكراهم العطرة وتخلدها للأجيال القادمة من أبنائها المخلصين.