طوال 25 عاماً، هي فترة "العهد الزاهر" لحكم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، كل إنجاز يتحقق يفوق في تأثيره وقوته عما سبقه، وهذا ديدن قائدنا "أبوسلمان" في كل محطات عطائه وعمله لأجل البحرين الغالية.
ربع قرن من الحكم الرشيد لملك الإنسانية، وقبلها عقود من العطاء والبناء كولي عهد أعطاه والده الراحل العظيم "أمير القلوب" الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه فيها الثقة والمسؤولية منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، حينما بدت ملامح البحرين الحديثة تشرق معه، تشرق مع تفوق حمد بن عيسى في دراسته وبعدها تميّزه الأكاديمي وعلو كعبه في دراسته العسكرية، وبدأت نهضة الصناعة والقيادة الإدارية الحديثة على يده حينما دشّن قوة دفاع البحرين "حصننا الحصين"، ووثّق في كتابه "الضوء الأول" استشرافه لمستقبل البحرين، وهي الخطوات التي حقّقها بالفعل، بل زاد عليها في الإنجاز والإبهار.
إبهار وإعجاز وافتتاح تاريخي لا يزدان إلا بوجود ربان هذا الوطن وقائده، وأتحدث هنا عن أكبر حدث تاريخي للبحرين الحديثة بقيادة صانع تطورها ومجدها. "بابكو" قلب البحرين الاقتصادي النابض، والصرح الذي بدأ منذ بدايات القرن الماضي حينما اكتُشف "الذهب الأسود" لأول مرة في منطقة الخليج العربي في "لؤلؤتها" و"أرض خلودها" البحرين الغالية.
مشروع ضخم بدأ العمل فيه قبل سنوات بمباركة جلالة الملك، واجتهد في تحقيقه أبناء البحرين المخلصون، وبتمكين الشباب ومنحهم الثقة، وهو نهج البحرين المتطورة في عملها بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي عهدها ورئيس وزرائها حفظه الله، وبحمل للمسؤولية بكفاءة واقتدار لملهم الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد رئيس مجلس إدارة "بابكو إنرجيز"، والذي نجح بقيادته في تحقيق هذا الإنجاز، وفي إبهار العالم المتابع لحفل توسعة المصفاة بحضور رمز البحرين الأول ووالد الجميع ملك الإنسانية حمد بن عيسى.
يحقُّ لنا أن نفخر بإنجاز حققته السواعد البحرينية في عددها الغالبة لموظفي هذا القطاع المهم، يحق لنا الفرح بنهضة اقتصادية وتطور مزدهر في المجال النفطي بفضل هذا المشروع الذي هو الأضخم بما كلفه، وهو الأعظم بما سيحققه بإذن الله.
السياسة الذكية التي يتّبعها سمو الشيخ ناصر في "بابكو إنرجيز" المظلّة الأم لشركاتنا المعنية بالنفط والغاز والموارد الطبيعية، واهتمامه الكبير للعصب الأكبر "بابكو للتكرير" التي تعتبر الشريان الرئيس الذي يغذّي اقتصادنا، سياسة تستدعي التقدير، وتستوجب التأكيد على قدرة شباب البحرين في تحقيق المستحيل. وهنا الحديث عن كوادر وطنية تعمل بجهد وإخلاص بلا تعب، انطلاقاً من رئيس مجلس الإدارة لـ"بابكو للتكرير" الأخ المحترم عبدالله الزين، ومجموعة القيادات البحرينية الشابة في الشركة من الجنسين، والتي تحظى بإدارة وطنية خبيرة ممثلة بالقيادي المميّز في كل قطاع وطني تولى مسؤوليته الأخ الدكتور عبدالرحمن جواهري.
نسعد كبحرينيين حينما نرى الابتسامة والسعادة وملامح الرضا والتقدير على وجه ملكنا الغالي، وخلال متابعة الحفل المبهر الذي يتزامن مع احتفالات العيد الوطني وعيد الجلوس وفي ذكرى اليوبيل الفضي لحكم "أبوسلمان" الغالي، يمكننا ملاحظة حجم الفخر والاعتزاز الملكي من قِبل جلالته لكل شخص ساهم في هذا النجاح.
بالفعل، تحية احترام وتقدير لكل الجهود المخلصة التي ساهمت في هذا الإنجاز، سواء من كان في الواجهة أو خلف الكواليس، فما شهدناه لم يكن ليحصل دون جهد جبار. ونتاج ما سيتحقق بإذن الله سيكون خيراً للبحرين وأهلها، فالاستثمار هنا كبير، والعائد من ورائه سيكون بتوفيق الله أكبر.
ألف مبروك جلالة الملك المعظم، تعودنا أن يُصنع التاريخ لهذا الوطن الغالي على يديكم وفي عهدكم الزاهر. ندعو لكم بالعمر المديد، وأن يوفقكم لخير بلدكم وشعبكم على الدوام.