أصبحت عادة الكثيرين وضع الأهداف مع بداية كل عام جديد معلنين فتح صفحة جديدة من حياتهم ومستعدين لتحقيق الآمال والطموحات فيها. لذلك وطالما العام الجديد عل الأبواب أشارككم وصفة سحرية تعلمتها؛ تضمن للإنسان الشعور بالرضا والامتنان وهي مفتاح النجاح والتوفيق. ومكونات الوصفة ثلاثة أمور تبدأ باستذكار النعم وتنتقل إلى الحمد والشكر وتنتهي بالعطاء بدون مقابل.
وبما أن الآية الكريمة تقول «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ»، فإن الإنسان محاط بالنعم منذ لحظات خلقه الأولى وهو في بطن أمه وتستمر معه خيرات النعم حتى آخر العمر ولكن في بعض الأحيان يبعده الشيطان عن تذكرها والتمعن فيها فيشعر بالنقص والانزعاج والحزن ويصبح ناكراً جحوداً. لذلك من الأجدى أن يذكر المرء نفسه بالنعم التي حباها الله به وأن يخصص وقتاً من يومه لاستذكارها وتأملها عندها سيلحظ تغيراً فورياً في الشعور والمزاج وستتبدل مشاعر النقص والانزعاج بمشاعر الاكتفاء والراحة.
وبمجرد استذكار النعم سينطلق لسان الإنسان السوي دون عثرة أو تردد نحو حمد الخالق عز وجل وشكره على نعمه الكثيرة، فلا يمكن للسان إلا أن يكون حامداً شاكراً بعد أن ينبهه العقل بكم النعم التي تحيط بصاحبه. بعدها يدخل الإنسان في حالة من الهدوء والطمأنينة فيتحرك القلب واليد ليعطيا بحب وكرم بدون انتظار المقابل وهنا تأتي الصدقة والتبرعات لتؤديا عملاً محورياً في ترجمة الشكر إلى عطاء ومساعدة للآخرين.
وكم سمعنا وقرأنا عن فوائد العطاء والبذل ودورهما المباشر في وصول المرء إلى مشاعر الامتنان والرضا وهي المشاعر الجميلة التي يتشوق إليها كل إنسان على وجه الأرض. وبذلك تؤدي الوصفة السحرية مفعولها وتحقق ما لا تحققه المحاولات الأخرى للبحث عن السكون والصفاء والارتياح والأهم؛ الرضا التام.
وبما أننا نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً فالواجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة التي حبانا بها طوال العام الذي قارب على الانتهاء والتي حفظنا بها وبلادنا من الشرور والفتن وأبعدنا من خلالها عن كل سوء. وندعوه عز وجل أن يبارك لنا في عامنا الجديد ليكون عاماً تتحقق فيه الأحلام والأمنيات الطيبة وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يهدينا جميعاً الصراط المستقيم وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والازدهار في ظل قيادة آل خليفة الكرام.