يحاول أحمد الشرع أن يبعث التطمينات ويعطي الضمانات للدول العربية بأن الحكم القادم لن يحمل مشروع الإخوان المسلمين المعادي للأنظمة العربية، ولن يكرّر أخطاء الجماعات الإسلامية رغم شكل وشبه شخوصه بتلك الجماعات.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه الدول الخليجية لمد يد العون لأشقائنا السوريين وإعانتهم على تخطّي معاناتهم -كما هي عادتهم في كل محنة لأي شعب عربي- تُصرّح إيران مهدّدةً الشعب السوري بأن الفوضى ستعود، وتقول له لا تفرح كثيراً فمحورنا الذي سمّيناه "مقاومة" سيعود خلال سنة!!
مشهد يعكس صورة حقيقية لما يعنيه أمن واستقرار المنطقة والإقليم عند الدول الخليجية وما يعنيه للنظام الإيراني.
دول الخليج تسعى للسلام والازدهار والتنمية، والنظام الإيراني مُصرّ على سياسته السابقة وتبنّي الفوضى في المنطقة.
وزراء خارجية مجلس التعاون أكدوا في اجتماعهم الاستثنائي على "أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية. والتصدّي للإرهاب والفوضى، ومكافحة التطرّف والغلو والتحريض واحترام التنوّع وعدم الإساءة لمعتقدات الآخرين.
فأعرب المجلس الوزاري عن دعمه لكافة الجهود والمساعي العاملة على الوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة تحقّق تطلّعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار والتنمية والحياة الكريمة.
وأكد المجلس الوزاري على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة.
كما رحّب المجلس الوزاري بالخطوات التي تمّ اتخاذها لتأمين سلامة المدنيين وحقن الدماء، وتحقيق المصالحة الوطنية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدّراتها، وقرار حلّ الميليشيات والفصائل المسلّحة، وحصر حمل السلاح بيد الدولة، باعتبار هذه الخطوات ركائز رئيسة للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا واستعادتها لدورها الإقليمي ومكانتها الدولية". انتهى.
الدول الخليجية -رغم ترقّبها- لما ستؤول إليه الأوضاع إلا أنها تتنحّى جانباً عن أي تدخل وتنتظر ما سيكون عليه موقف النظام الجديد من دول الجوار وشكله وسياسته الخارجية، لكنّ ذلك لم يمنعها من مدّ اليد مبكّراً ومساعدة الشعب السوري فهو الأساس قبل أي نظام سيحكمه.
إلا أن النظام الإيراني الذي خسر المليارات في مشروعه التوسّعي وما صرفه على النظام الذي سقط والذي تجاوز الثلاثين مليار دولار، هدّد بخلق الفوضى ليؤكد هذا النظام أنه مصدر لها في إقليمنا كله، إذ صرّح محسن رضائي عضو تشخيص مصلحة النظام الإيراني الذي كتب على صفحته في منصة إكس "إن الشباب والشعب السوري المقاوم لن يبقوا صامتين أمام الاحتلال الأجنبي والعدوان والشمولية الداخلية لجماعة ما، مضيفاً في أقل من عام سيعيدون إحياء المقاومة في سوريا بشكل مختلف وسيبطلون المخطط الشرير والمخادع لأمريكا والكيان الصهيوني ودول المنطقة". فالتهديد لم ينحصر في سوريا بل شمل دول المنطقة كلها!!
هذا بالنسبة للمواقف السياسية المعلنة لدول الخليج مما يجري في سوريا، أما على صعيد الواقع الميداني فتقدّمت دول الخليج بعروضها التي لا تستعرض فيها ولا تزايد بما يحتاجه السوريون هذه الأيام من نفط وطاقة وكهرباء.
وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن دول المجلس قدّمت مساعدات إغاثية إلى سوريا تتجاوز قيمتها 8 مليارات دولار.
وقال البديوي، إن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، يأتي تأكيداً على دعم المجلس لسوريا ولبنان "لكل ما من شأنه تعزيز أمنهما واستقرارهما في مختلف الظروف والمواقف".