تدمع عيون كثير من البشر، وتتحرك مشاعرهم، حينما تصادفهم مواقف إنسانية أو مشاهد تحرك ما بداخلهم، ويحصل هذا غالباً لدى كثيرين حينما يذهبون لدور السينما ويتابعون فيلماً درامياً أو يتضمن جوانب إنسانية مؤثرة، وينسحب ذلك على المسلسلات وبعض المقاطع، وطبعاً كل هذا تمثيل مقصود لكننا نعيش معه كواقع حاصل، فما بالكم لو كانت هذه المشاهد «واقعية» وتمس حياة مجموعة معنا من البشر، ونتأثر بها كمجتمع؟!
هذا تحديداً ما حصل مؤخراً، وفجر معه مشاعر أهل البحرين قاطبة، وتعاطوا مع المشاهد بشكل كشف «المعدن الأصيل» و«الطيبة المتجذرة» لأبناء هذه الأرض الطيبة.
ومبعث ذلك كله، مقطع فيديو انتشر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وهو يزور مواطناً بحرينياً، مواطن «شجاع وبطل» مثلما وصفه أميرنا «بوعيسى»، أصبح هو أول بحريني ينجح في تلقي العلاج المتقدم لفقر الدم المنجلي بتقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني «كريسبر».
المشهد بحد ذاته «درس بليغ» للكثيرين، إذ رأينا قائداً بحجم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وهو يزور المريض المتعافي بكل عفوية ويتحدث معه بكل أريحية وبساطة وتواضع، بل ويحرص على راحته منذ اللحظة الأولى للزيارة حينما طلب منه مباشرة الجلوس وألا يتعب نفسه.
لربما كان مقطعاً لا يتجاوز الدقيقتين، لكن ما تركه من أثر كان شيئاً ضخماً وكبيراً. رأى الناس التواضع الذي يميز الأمير سلمان، ويعرفه به كثيرون بالأخص من تعاملوا معه وتشرفوا بلقائه أو رأوه مباشرة في فعاليات أمامهم. بل رأوا طيبة هذا القائد وكيف يتحدث مع أحد أبناء البحرين، ويذكر له شجاعته وإقدامه على تلقي العلاج، مبدياً امتنانه لبطولة هذا الشاب، وتمنياته له بالشفاء الكامل، وأن يكون بداية خير لمن يعانون من هذا المرض من أبناء البحرين.
والمثير في تحليل مضمون هذا المقطع، يتمثل بتقديم الأهم على المهم من قبل الأمير سلمان، إذ كلما أراد الشاب البحريني البطل المتعافي أن يعزو نجاح علاجه لاهتمام الأمير سلمان ولما قدمته البحرين له، يعود الأمير سلمان ليتحدث عن الأهم، وهو أن هذا «هو الواجب» الذي تقوم به البلد لأبنائها، وأن الاهتمام موجود ومطلوب، وأن السعي لتحقيق الخير للجميع هو هدف دائم.
طيبة وتواضع متأصلان في شخص الأمير سلمان الذي يتحمل اليوم مسؤوليات كبيرة لأجل البحرين، ويواجه ما تفرضه متقلبات الزمن بكل جدية وعزم.
مشهد وكأنه يجسد ما يتميز به من خصال فريدة، فإن تحدثنا عن الإنسانية والقيادة والعزم فهو يذكرنا بوالده ملكنا المعظم الغالي «ملك الإنسانية» حفظه الله ورعاه، وإن تحدثنا عن التواضع والطيبة فهو يذكرنا بجده والد البحرين الغالي صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان «أمير القلوب» طيب الله ثراه.
ما شهدته البحرين يمثل حدثاً تاريخياً، ورغم أن العلاج باهظ الثمن بالفعل، كونه علاجاً متقدماً ويكلف قرابة ٨٠٠ ألف دينار، إلا أن الأمير سلمان أكد على التزام مملكة البحرين بتقديم أحدث الطرق العلاجية لكل أبناء الوطن بما يصب في تحقيق الأهداف المنشودة للقطاع الصحي.
عاشت البحرين يوماً سعيداً جداً، فرح الناس للمريض المتعافي، وحركت مشاعرهم كلمات الأمير سلمان وأثر فيهم تواضعه المميز، وطيبته التي تثبت بأن هذا الرجل في قيادته وعمله الدؤوب، يضع البحرين وشعبها نصب عينيه على الدوام.
حفظك الله أميرنا بوعيسى، وكتب الله الخير للبحرين الغالية وشعبها الطيب الذي يستحق كل خير وسعادة.