في عمق التاريخ، تبرز مملكة البحرين كواحدة من أقدم مراكز التجارة في الخليج. منذ آلاف السنين، كانت البحرين نقطة التقاء للثقافات، ومهداً لتبادل السلع. واليوم، تستمر البحرين في تأكيد مكانتها كمركز مالي متنوع يزدهر بالفرص، وباقتصاد متنوع ينبض بالحياة.وتظل «الدانة الصغيرة» تروي حكاية إنجاز إنساني فريد، شاهدةً على رحلة تحوّل استثنائية من اقتصاد يعتمد على اللؤلؤ إلى مركز مالي إقليمي يضمّ أكثر من 400 مؤسسة مالية، ساهم بنحو 18% من الناتج المحلي في الربع الثالث من عام 2024. وتحول رقمي في الخدمات الحكومية بلغت 89%، ومساهمة أنشطة غير نفطية بـ86.4% من الناتج المحلي.كما جاءت الصناعة التحويلية في المرتبة الأولى من حيث المساهمة النسبية في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من العام 2024، حيث ساهمت بما نسبته 20.1%.وفي مجال الرعاية الصحية، تُعدّ البحرين من الدول الرائدة، حيث تضمّ مستشفيات متقدمة تقدم خدمات صحية ذات جودة عالمية.في قلب هذا التحوّل الكبير، يقف العنصر البشري كقطب الرحى. حيث تبرز كفاءات بحرينية شابة تقود تجارة وصناعة وبنوك ومصارف، هذه العقول المبدعة وتحت قيادة واعية كان لها دور بارز في تشكيل الاقتصاد الوطني للبحرين وخلق تنمية شاملة.نجحت مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وبدعم وتنفيذ الحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تحقيق تقدم هائل في تنويع اقتصادها، مما انعكس إيجاباً على تطوير الكفاءات البشرية وزيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل، وتقليل عدد العاطلين، وتحسين التعليم والتدريب، وارتفاع مشاركة المرأة.منذ أن كانت دلمون ملتقى الحضارات، ومملكة البحرين تكتب سطوراً ذهبية في سجل الاقتصاد المحلي والعالمي. واليوم، تقف المملكة كأنموذج حي يُدرس في جامعات التنمية، حيث تتناغم الأصالة مع الحداثة في سيمفونية اقتصادية فريدة.في مملكة البحرين، حيث الماضي العريق يمسك بيد الحاضر الواعد، تبقى «الدانة» الأكثر توهجاً هي العقل البحريني الذي يحوّل التحديات إلى فرص، والموروث إلى إرث متجدد. هنا.. حيث يصنع الإنسان مجده بيديه، ويكتب فصولاً جديدة من قصة بدأها الأجداد، ويواصلها الأحفاد بإرادة لا تعرف المستحيل.اليوم.. عندما تتأمل خريطة مملكة البحرين ترى لوحة فسيفسائية تزخر باقتصاد متنوع وصناعة عملاقة متطورة، ومراكز تقنيات حديثة.. كل هذه المكونات تلتقي عند نقطة واحدة: الإنسان البحريني المبدع الذي حوّل التحديات إلى فرص، والموروث التاريخي إلى رافعة تنموية.
