المكاسب التي حققتها دول الخليج العربي من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة مؤخراً كثيرة، ولا يمكن تجاهلها حتى من قبل أعداء النجاح الخليجي، ولكني أعتقد أن رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن سوريا هي أهم المكاسب من تلك الزيارة.
تلك الانفراجة الكبيرة عن سوريا من شأنها أن تفتح لها أبواباً كانت موصدة طوال 45 عاماً الماضية، وستكون طريق دول الخليج العربي لدعم الشقيقة سوريا عبر الاستثمارات الضخمة فيها مواتياً ومعبداً وبشكل غير معهود من قبل، بمعنى آخر أن السعودية ودول الخليج العربي قدمت لسوريا في يوم واحد ما عجز عنه النظام السوري السابق، وكل من والاه ودعمه طوال 45 عاماً الماضية، وهذا في حد ذاته إنجاز تاريخي.
نعم هناك مكاسب أخرى كبيرة واتفاقيات ومعاهدات كثيرة أبرمتها دول الخليج العربي مع الولايات المتحدة خلال زيارة رئيسها للمنطقة، وتحديداً السعودية والإمارات وقطر، وهي من شأنها أن تعزز التعاون الوثيق بين كل تلك الأطراف، ولكن أيضاً تقودنا عاطفتنا العربية نحو سوريا التي عانت الكثير، ولكن بفضل الله ثم حكمة قادتنا في دول الخليج العربي، فإن المستقبل السوري بإذن الله سيكون مزدهراً، وسوف يعود اقتصادها للانتعاش تدريجياً، وبشكل أفضل مما كان عليه بمشيئة الله ثم بدعم دول الخليج العربي.
لذلك، لم يكن مستغرباً أن لا تنام دمشق في تلك الليلة التي أُعلن فيها من الرياض عن رفع العقوبات عن سوريا، والتي عاش شعبها ليلتها فرحة عارمة وتاريخية افتقدها منذ سنوات طويلة، بل وأصبحت تلك الصورة الشهيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وهو واضعاً يديه على صدره بعد إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا متصدرة كل وسائل التواصل الاجتماعي، حتى إن الكثير من أبناء الشعب السوري قلد تلك الصورة، في إشارة وامتنان وتقدير هذا الشعب الشقيق للجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في دعم سوريا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله.
إن القمة الخليجية التي عقدت في الرياض بمشاركة رئيس الولايات المتحدة لم تختص فقط بدول الخليج العربي، بل تناولت القضايا العربية بشكل عام، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مما يؤكد أن دول الخليج العربي تبذل جهوداً جبارة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهي مساعٍ عجز عن تنفيذها من يحقد على دول الخليج العربي.