لا أعلم هل نحن نعاني أم نحن في إيجابية من سرعة انتشار القصص والروايات، فقديماً كانت القصص بحاجة إلى أسابيع أو أشهر حتى تتداول ما بين الجميع، واليوم ما هي إلا ضغطة زر على منصة من منصات التواصل الاجتماعي حتى تطل عليك القصة وأنت في بيتك أو مجلسك أو مكتبك، تفرض عليك نفسها وتأمرك بقراءتها بعد أن كانت في السابق مجرد أحاديث تنتقل من بيت لآخر ولا تنتشر إن توقف أحد عن سردها، بينما اليوم لا همّ لنا إلا إعادة الإرسال دون تحقُّق ودون إلمام ودون حتى اكتراث بعواقب النشر.بعد التسجيل الصوتي الذي انتشر لإحدى الفتيات سارعت وزارة الداخلية عن طريق إداراتها المعنية وذات العلاقة بالتحرك قانونياً من جانب، وإنسانياً من جانب آخر، واتخذت الإجراءات الكفيلة بحماية الأبناء وفق القوانين والتشريعات، وتلك جهود تدلّ على العمل المتطور والأمانة والموضوعية في العمل الشرطي كضمانة للجميع، ولكن الأهم من كل ذلك، وهو الموضوع الرئيس الذي أتحدث عنه التفكك الأسري والزّج بالأبناء في خلافات زوجية ليكونوا ضحية تحقيق المكاسب لأحد الطرفين (الزوج والزوجة) دون أدنى اعتبار لمستقبل هؤلاء الأبناء وخطورة مثل هذه الخلافات على الجوانب النفسية والاجتماعية والصحية وحتى التعليمية لهم، نفتقر لثقافة التسريح بالإحسان، فهي الثقافة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف عندما قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، فهذه الآية الكريمة تحفظ حقوق الزوجين وبالتالي تحفظ حقوق ما ترتب على هذا الزواج من علاقات اجتماعية بين أسرتي الزوجين وكذلك وفي المقام الأول نتاج هذا الزواج من أبناء وذرية.من زاوية أخرى وهي الأهم، سرعة انتشار التغريدات وغيرها من أساليب النشر على وسائل التواصل دون التأكد من صحة ما يُعاد نشره، وذلك تعاطف غير محمود، بل لربما يشكل وبالاً على القضية ذاتها وعلى أطرافها. نعم نحن نعترف بعاطفيتنا تجاه مثل هذه القضايا، ولكن بقليل من الثقافة سنكتشف العديد من قضايا النصب والاحتيال الإلكتروني التي استخدمت العاطفة لتحقّق مكاسب غير قانونية.القضية التي انتشرت قبل أيام هي الآن لدى الجهات المعنية التي تعمل وفق قوانين وتشريعات بحرينية متقدمة ومتطورة. وندائي للجميع، لا تزجّوا بأطفالكم في قضايا بغية تحقيق انتصارات خاسرة، فخسارة أبنائكم أكبر من أي انتصار.