أهم ما يميز جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة أنها جائزة جامعة وشاملة وحاضنة لكل أنماط العمل الصحفي وألوانه، وهذا ما رسخها في ذهن العاملين في القطاع الصحفي بشتى فصائلهم وتخصصاتهم بأنها نقطة الوصول إلى الهدف السنوي أو كما يتطلع أهل الرياضة للفوز بكأس البطولة.لقد كانت الجائزة التي أعلن عن الفائزين بها صباح يوم الأحد الماضي، بمثابة عرس مهني جمع كل الصحفيين من العاملين في الصحف المحلية ووزارة الإعلام «ممثلة بوكالة أنباء البحرين»، ولهذا يزداد التنافس الكبير عليها عاماً بعد عام، في تقديم مواد أكثر احترافية تؤسس لمرحلة جديدة من القوالب الصحفية والإعلامية التي تواكب التسارع الكبير في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.المشهد الذي كان حاضراً أثناء الإعلان عن الجوائز، هو الترقب المفرح والبشرى المبتسمة على الوجوه لوجود سمو ولي العهد رئيس الوزراء بين أهل الصحافة، مشجعاً وداعماً لهم ومهنئاً للجميع دون استثناء، وهو الحضور الذي منح الجائزة شمولية أكبر وكأن كل من حضر الاحتفال قد فاز بها.وأنا أذكر وقوفي العام الماضي إلى جوار سموه وهو يمنحني جائزة أفضل عمود صحفي، أرى الفرحة تتكرر مرة أخرى بنسخ حديثة لزملائنا الأعزاء والمكرمين هذا العام، هذا المشهد الذي يُجسّد عمق الرعاية وعلوّ مكانة الإعلام في ضمير الوطن وقيادته الحكيمة.لقد أثبتت، جائزة رئيس الوزراء للصحافة عاماً تلو الآخر، أنها بوصلة التميّز ومحرّك الإبداع في الجسد الصحفي والإعلامي البحريني، واليوم نرى إبداعات كثيرة وأكثر تطوراً، ومنها فوز صحيفتي المفضلة والتي أنطلق من منصتها بجائزة أفضل موقع إلكتروني لمؤسسة صحفية، فمن هذا الموقع أخرج إلى العالم لأعبر عما يختلج في أعماقي، ولأدلي برأيي كما يحلو لي، ولأشارك القراء والمتابعين الرأي والنقد البناء، ضمن بيئة مثقفة ووطنية تعمل تحت مظلة الوطن وقائده حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وبتشجيع كبير من سمو ولي العهد رئيس الوزراء صاحب الجائزة.لقد تتوّجت الجائزة هذا العام وتصادفت مع اليوبيل الفضي لجمعية الصحفيين البحرينية العريقة بقاماتها المؤسسة، والذين التقوا في نفس اليوم بجلالة الملك المعظم، ليمنح هذا الحدث مزيداً من الزخم والفخامة والعظمة، ولتتواصل أفراح الصحفيين منذ بداية الصباح وحتى المساء.إن مجتمع الصحافة هو مجتمع متميز بجماله ورقيه وبشخصياته العظيمة التي لها تاريخ كبير في مسيرة الوطن، وهؤلاء من الرعيل الأول يحملون الأثر ليسلموه إلى جيل اليوم، فنرى الرموز الصحفية المؤثرة في ذاكرتنا يقفون جنباً إلى جنب مع الجيل الجديد من قيادات العمل الصحفي، وكأنها عائلة تتوارث فيما بينها ميراث الثقافة والتنوير.وكفى بالبحرين فخراً بأن فيها صحافة حرة ناطقة بالصوت الوطني النابض والذي حمل لواء رفع اسم مملكة البحرين إلى العالم، وباتت اليوم مملكتنا الصغيرة أكبر بكثير من مساحتها واتسع محيطها ليشمل فضاءات أكبر عبر العمل الصحفي وتطوره بحداثة الأدوات التقنية الجديدة.فالذين عاصروا صحافة الأمس يعرفون أنها مختلفة تماماً عن الصحافة اليوم، ويدركون أن المسؤولية تتوسع وتتشعب، فما كان في السابق يُحتسَب على النطاق المحلي، أصبح اليوم خبراً دولياً يصل إلى كل بقاع العالم في لحظة، ولا ينتظر حتى تصدر الطبعة الأولى.لكن ورغم هذا التطور والتقدم إلا أن أهم ما يميّز البحرين هو الحفاظ على الأصالة وربط الماضي بالحاضر، والبناء على ما تم ترسيخه من دعائم للعمل الصحفي الرصين باستخدام أدوات العصر الحديث.في النهاية أهنئ الزملاء الأعزاء الفائزين بجائزة رئيس مجلس الوزراء، وفي مقدمتهم الزميل فيصل العلي مدير المحتوى الرقمي بصحيفة الوطن، والذي يحمل عبئاً كبيراً في تطوير واجهة الصحيفة والذي جعلها اليوم أبرز منصة تجذب القراء، والشكر موصول إلى رئيس التحرير الأستاذ عبدالله إلهامي الذي يلهمنا بكلماته الرقيقة لنواصل الكتابة بأرقى العبارات.
جائزة الصحافة والعرس السنوي الذي ننتظره
نورا الفيحاني
نورا الفيحاني