من جوهر الأولويات، حيث تنبض الحياة في تفاصيل صحة المواطن وتعليمه، انطلقت المتابعة الميدانية الدقيقة التي قادها سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء، في مستهل زياراته التفقدية للوزارات الخدمية، واضعاً مصلحة الإنسان البحريني أولاً، ومعتمداً نهج السرعة في الأداء والعمق في الرؤية.

هذه الخطوة تجسيد عملي لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ورؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، ضمن النسخة الرابعة من الإطار الموحد للبرامج الحكومية ذات الأولوية؛ وخارطة طريق وطنية تعيد تشكيل العمل الحكومي على أسس التكامل والتنسيق والتوازن، وتُرسّخ التنمية المستدامة من قلب الاحتياجات اليومية للمواطن.

اللافت هنا ليس فقط طبيعة الزيارة، بل توقيتها ومنهجها، فمنذ الأيام الأولى لتسلم سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة المنصب ليكون وزيراً لديوان رئيس مجلس الوزراء، باشر سموه مهامه ميدانياً، بجدية ملموسة وسرعة في التحرك ووضوح في الأهداف، ليؤسس لمرحلة شبابية الطابع، ملكية الرؤية، شعبية الهدف، حيث يقود الشباب لا بالكلام، بل بالفعل والإنجاز.

لقد بدأ سموه من حيث يبدأ القائد الواعي: من الصحة والتعليم، فالصحة الجيدة تبني جسداً قادراً، والتعليم النوعي يصقل عقلاً واعياً، ومن هذين القطاعين، تُولد التنمية الحقيقية، ويتشكل مستقبل الأوطان، فالمواطن الذي يحظى برعاية صحية وتعليم متقدم، هو ذاته من يدفع عجلة الاقتصاد، ويصون الأمن المجتمعي، ويبني الدولة على أسس راسخة.

ولا يمكن قراءة هذه الزيارة بمعزل عن الرؤية الأوسع للإطار الموحد للبرامج الحكومية، والذي يمثل تحولاً استراتيجياً في إدارة الأداء، من خلال توجيه الموارد نحو مشاريع خدمية وتنموية، ذات أثر ملموس، تخضع لمتابعة دقيقة من اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في نهج جديد يقوم على التقييم الفعلي للمخرجات لا الخطط المجردة.

ولأن الأرقام لا تجامل، فهي خير شاهد على الجهود المتحققة: تغطية الضمان الصحي الأساسي تجاوزت 98% من المواطنين، معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي بلغ 99.8%، والتحصيل في المرحلة الثانوية وصل 93.5%، اعتماد أكثر من 20 مشروعاً في البنية التحتية الصحية، من بينها توسعة مستشفى السلمانية، ومراكز صحية جديدة في الرفاع والمحرق والشمالية، وصول نسبة الخدمات الحكومية الرقمية إلى 93%، مما يسهّل وصول المواطنين للخدمات بكفاءة.

في هذا السياق، يبرز اسم سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة بلغة العمل، فهو شاب يتحمل المسؤولية، وتَشرّب من مدرسة الحكم الرشيد، وحضوره في الميدان إلى جانب الوزراء والملفات، يؤكد أن المسألة ليست بروتوكولاً، بل نهجاً إدارياً يعيد تعريف القيادة.

ليس غريباً أن يبدأ من الوزارات التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر، فمن يريد بناء المستقبل، يبدأ ببناء الإنسان، وما يميز التجربة البحرينية هو هذا التزاوج بين القيادة الملكية الملهمة والعمل الشبابي المتوثب، فوجود شخصيات شابة مثل سموه في مواقع قيادية يثبت أن البحرين لا تُراهن فقط على الموارد، بل على الفكر المستدام، والكفاءات الوطنية.

في عالم تتسارع فيه المتغيرات، تثبت البحرين أنها صغيرة في الجغرافيا، كبيرة في التأثير، حيث التنمية هنا ليست شعاراً، بل رؤية تُترجم إلى خطط تُنفذ على الأرض، وتُراقب بعين يقظة وقلب ينبض بالوطن.

وها هو سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، ببصمته الهادئة وفكره المتقدم، يقدم نموذجاً للقيادة المستقبلية: شاب لا يقف عند حدود، بل يصنع منها بدايات جديدة، ويقود مرحلة عنوانها: من الميدان تبدأ الرؤية.. ومن المواطن تُبنى الدولة.* إعلامية وباحثة أكاديمية