في خضم التحولات المتسارعة التي تشهدها القطاعات الاقتصادية حول العالم، وفي ضوء التحديات التي فرضتها الأزمات العالمية؛ تبرز مبادرة امتياز لرائدة الأعمال البحرينية الشابة التي أطلقها المجلس الأعلى للمرأة في العام 2011، كعلامة فارقة في مسيرة تمكين المرأة البحرينية اقتصادياً، وكمنصة عمل متكاملة تعزز مفاهيم الاستدامة والريادة والابتكار في مشاريع سيدات الأعمال.
الإعلان عن إطلاق النسخة الخامسة من المبادرة، يوم أمس، بحضور سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة، رئيسة لجنة المبادرة، يؤكد أنها تخطت حدود المبادرات الموسمية، وأصبحت جزءاً أصيلاً من منظومة دعم متكاملة تسعى إلى ترسيخ مكانة المرأة البحرينية كشريك فاعل في تنمية الاقتصاد الوطني، فالمبادرة في فلسفتها وأهدافها لا تكرم النجاح فحسب؛ بل تصقله وترافقه وتمنحه الفرصة وآفاقاً جديدة.
وكإعلامية ومتابعة للمبادرة منذ انطلاقتها في نسختها الأولى عام 2011؛ لمست وبشكل مباشر الآثار الإيجابية والملموسة الذي حققته، والذي جاء على لسان الفائزات من حيث تحسين جودة المنتجات والخدمات، إلى التوسع الإقليمي والدولي، مروراً بالحصول على فرص تمثيل دولي للبحرين في المؤتمرات والمعارض الكبرى.
النسخة الخامسة من امتياز الشرف لا تنفصل عن الواقع الاقتصادي الراهن، بل تنبثق منه وتستجيب له، فالتركيز على القطاعات المستجدة والمشاريع القادرة على التكيف مع التحول الرقمي والاستدامة والمساهمة المجتمعية، يشير إلى وعي حقيقي بالتحديات والممكنات، حيث أصبحت المعايير مرآة لما يتطلبه العصر الحالي من مرونة ومسؤولية والابتكار.
ما يميز هذه المبادرة أنها لا تقيس النتائج فقط، بل تقيم النية والمنهج والرؤية، فالمشروع الناجح لا يكتفي بتحقيق الأرباح، بل يحمل رسالة، ويترك أثراً اجتماعياً، إلى جانب توفير فرص عمل متكافئة، ويتقاطع مع أولويات التنمية الوطنية. لذلك، فإن «امتياز» يمنح الثقة في المشروع وفي رائدة الأعمال، وفي قدرتها على الاستمرار والنمو والمساهمة.
لقد آن الأوان لتنال المرأة البحرينية الشابة مساحة تستحقها في مشهد ريادة الأعمال، وأن تروى قصص نجاحها بوصفها نماذج يحتذى بها، لذلك فهذه المبادرة تفعل ذلك، بل أكثر من ذلك؛ حيث إنها تمنح صاحبات المشاريع فرصة إعادة النظر في تفاصيل المشاريع من حيث التخطيط إلى التقييم، ومن إدارة المخاطر إلى صناعة الأثر.
لذلك، فإن كل رائدات الأعمال البحرينيات مدعوات لخوض هذه التجربة، ليس فقط على أمل الفوز، بل للحصول على الإرشاد، والتقييم، وبناء العلاقات، وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً، فالريادة الحقيقية لا تبدأ من لحظة الانطلاق، بل من لحظة الإيمان بأن مشروعك يستحق أن يروى ويرى ويحتفى به.