في ظل هذه الجهود المضنية والجبارة التي يبذلها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للاطمئنان على أن المواطنين والمقيمين في البحرين يحافظون فيه على مكتسباتهم من الخدمات وحمايتهم ورعايتهم وسلامتهم وتوفر الغذاء والدواء والحرص على استمرار سير الحياة اليومية، دون أن يشعر أي أحد بنقص في أي من السلع أو الطاقة أو حرية التنقل.. إلى آخره، يخرج علينا من استفزوا الشعب البحريني بفيديو ينتشر كالنار في الهشيم لأطفال يسألهم أحد في الشارع ولاؤكم لمن؟ فيردون ولاؤنا لعلي خامنئي، ويوزع عليهم صوراً لخامنئي!! وفيديو آخر لمجموعة خرجت للشارع تحمل لافتات كتب عليها «لبيك يا خامنئي»، حتى يرسلوا صورة للخارج بأن هذا هو شعب البحرين.

بالتأكيد سيخرج علينا من يقول لِمَ تهتمون لمجموعة أطفال قد يكون صاحب الفيديو أغراهم بالمال ليقولوا هذا الكلام أو ليحملوا هذه اللافتات؟ والجواب أننا نهتم؛ لأننا نحاول أن نعالج هذا الورم منذ عقود، لأننا كدولة وكشعب وكمجتمع نحاول استئصال داء النكران وداء الجحود الذي لا يمت لا لدين الإسلام ولأخلاق أهل بيت الرسول، داء ابتليت به أجيال وراء أجيال نحاول أن نعالجها وتتشافى وتعيش حياة طبيعية مع بقية المجتمع، تقدر فيه كما يقدرون قيمة المواطنة وما تتمتع به من حقوق، دون إسفاف ودون انبطاح، ودون أن تتخلى عن كرامتها، إنما تقدر قيمة ما يحظى به من نعم وخدمات راقية وعيشة يتمناها من يعيش تحت كنف ذلك الشخص الذي ينادى به زعيماً، لذلك نحن نهتم بكل مؤشر يدل على عدم الخلاص من هذا الداء أو عودته.

نهتم لأن ما يبذل لمعالجة هذا الداء كثير من العفو وكثير من العطاء وكثير من التفهم وكثير من التسامح وكثير من المحاباة أحياناً والمجاملة ومع ذلك كلما قلنا طبنا نكتشف أنه لا طبنا ولا غدا الشر، لهذا نهتم.

نهتم لأن كثيراً ما كانت حجة هؤلاء أنهم «جهال صغار» هي التي تسبق الحدث الأكبر التي نندم فيها على تصديق تلك الحجة، وكنا نبلعها ونتمنى أن تكون صحيحة، لأننا فعلاً نريد أن نكون جميعنا على قلب واحد، لكن ما دامت هناك بيوت تتهاون في التربية الوطنية وهناك جهات تربي الأطفال بدلاً من الآباء والأمهات، ويترك لهم اختطاف مصير الأطفال والتحكم فيها، فإننا نهتم لأن هذه المجموعات الصغيرة تكبر وتتسع دائرتها.

نهتم لأننا نرى أن جميع التجارب المعاصرة والحية التي مرت على من أيدوا هذا الشخص تدمروا دماراً شاملاً يبحثون لهم عن مأوى ومع ذلك مازال هذا الورم يجد من يغذيه هنا، ويحاول إعادة إحيائه.

نهتم لأن هذا وطننا جميعاً يحاول فيه الجميع الآن الالتفاف حول بعضه بعضاً، والعناية ببعضه بعضاً بكل طوائفه وأعراقه فهذا وقت الوحدة، نهتم لأننا نريد أن نجازي هذه الجهود الجبارة للدولة، والتي تعنى بنا خير جزاء، جزاء يليق بهذا الاهتمام على أعلى المستويات والجولات اليومية التي يقوم بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومعه مجلس الوزراء للتأكد من سلامتك وراحة بالك وأنت نائم متدثر بلحافك تحت مكيف بارد وهاتفك متصل بالإنترنت تتابع فيه أخبار الدمار من حولك.

نهتم لأن من يقف وراء هذه الفيديوهات ليسوا الأطفال الذين ظهروا فيها، بل من يقف وراءهم.

ملاحظة:

عزيزي القارئ خذ نظرة سريعة على حساب الوطن على «الانستغرام»، وتابع التعليقات الموجودة أسفل مقالي ستعجب من عدد (الأطفال)!!!