بالأمس القريب، عاد عدد من المواطنين البحرينيين الذين كانوا في مشهد إلى أرض الوطن، بعد أيام من الترقب والتوتر، عادوا بسلام، في ظل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، ومتابعة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وقد قامت وزارة الخارجية بجهود كبيرة في سبيل تنفيذ ذلك، من خلال سفارات مملكة البحرين في الخارج.
عادت الأبواب لتُفتح، والقلوب لتطمئن، والكرامة لتُصان، في هذه العودة، لمسنا مشاعر كثيرة.. امتنان واضح من البعض، لكن كان مصحوباً بدهشة في نبرة الصوت، كأن هذا التحرك الإنساني هو استثناء نادر، مع أنه ليس بجديد على قيادتنا التي طالما تعاملت مع أبنائها بمسطرة واحدة، لا تفرّق بين من قدّم، ومن تردد، أو حتى من خاصم.
وفي الوقت الذي كانت فيه القيادة تضع خططاً دقيقة لإعادة أبنائها، كان على الضفة الأخرى من يجيّش الأطفال، ويزرع فيهم خطاباً ضد بلدهم، ومن يعلن ولاءه لجهات خارجية حتى في لحظة كان فيها الوطن الوحيد القادر على إنقاذه.
هذا المشهد يعيدنا للسؤال الأهم: كم مرة يحتاج هذا الوطن أن يثبت أنه أرحب من الانقسامات، وأصدق من الشعارات؟
في وقت الشدة، لم تُطرح تساؤلات عن الانتماءات أو المواقف، الدولة فقط قامت بواجبها على أكمل وجه، دون تصنيف، دون حساب، ودون أن تنتظر شيئًا في المقابل.
الولاء لا يُمتحن في الشدة، بل يُبنى في الأوقات العادية، أما عند الأزمات، فالوطن يمدّ يده للجميع - والفرق دائماً، يكون في ذاكرة الناس بعد النجاة.
وفي هذه الأوضاع لا ننسى جهود وزارة الداخلية المتميزة، في المحافظة على الأرواح والممتلكات، ضمن خطة استباقية نفذتها الوزارة للمحافظة على صون الأمن والاستقرار في بلدنا العزيز، ولابد أن تكون كلمة معالي وزير الداخلية الخالدة نبراساً لنا يضيء الطريق، حينما قال أمام أعضاء السلطة التشريعية، «البحرين ليست طرفاً في الحرب.. فلا تدخلونا فيها»
فهل من عاد، سيُعيد النظر؟ وهل من شك، سيُدرك الآن من كان في صفّه حين احتاجه حقاً؟