دولنا الخليجية منارة للسلام والتسامح، حيث تسعى دولنا دائماً إلى تعزيز العلاقات الودية مع مختلف الشعوب والثقافات لما تتميز به مجتمعاتنا من التنوع الثقافي والاحترام المتبادل مما يعكس رغبة دولنا الخليجية العميقة في العيش بسلام واستقرار، فنشر الأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية هو جزء أساسي من رؤية دول مجلس التعاون الخليجي التي تؤمن بأن السلام لا يتحقق إلا من خلال التعاون والتفاهم بين الشعوب، لذا يبذل قادتنا جهوداً مستمرة لتعزيز الحوار والتعاون سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي لتكون دولنا نموذجاً للسعي الدؤوب للسلام والتعايش السلمي، وبرغم ذلك، هناك من يسيء الفهم ويعمد إلى نشر الفوضى لتشويه صورة دولنا في محاولة لجرها إلى صراعات أو استغلال الأزمات وتعزيز الفتن، مما يعكر تلك المساعي الطيبة والعلاقات السلمية التي تحاول دولنا تحقيقها بشتى الوسائل.
كانت ليلة عصيبة مرت على المنطقة بعد انتهاك صارخ من إيران لسيادة دولة قطر بإطلاق صواريخ عليها مهدّدةً أمن قطر والمنطقة في خطر، حيث لجأت بعض الدول إلى إغلاق مسارها الجوي مؤقتاً مثل البحرين والكويت وقطر وإطلاق صفارات الإنذار وبدأت في تلك الليلة تنفيذ الإجراءات الاحترازية تحسّباً لأي قصف صاروخي من إيران على المنطقة.
بهذا القصف، إيران لم تهدّد القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة وإنما هدّدت أمننا واستقرارنا برغم علاقات الصداقة التي تجمعنا مع إيران وخاصة علاقة دولة قطر معها، فهذا التهديد جعلنا في حالة استنفار وخوف للخطوة التالية التي تعدّها إيران ربما لمهاجمة البحرين والكويت لا قدّر الله، ففي تلك اللحظة تلاشى الشعور بالأمان وحلّ محلّه القلق والترقّب، فهناك الصغير والكبير والمريض والمقعد، حيث ولّد هذا القصف الخوف على الأرواح والأموال وعلى مكتسبات الوطن، فلماذا تعرّضنا إيران إلى تلك اللحظات العصيبة وهي الدولة الصديقة؟
في تلك اللحظات، استحضرنا حرب الخليج والغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، عادت لنا تلك المخاوف بعد إطلاق إيران صواريخ على قطر وكأن الحرب بدأت من جديد، على الرغم من مرور سنوات على تلك الأحداث إلا أن آثارها لاتزال حاضرة في الذاكرة، ليس القلق السياسي الذي يؤثر على الشعوب، بل يمتد إلى جوانب نفسية والتي تُعد تحدياً كبيراً للمجتمعات. نؤمن تماماً بأن حكوماتنا تسعى جاهدة في إحلال السلام وتوفير سُبل الراحة والأمان لشعوبها، وكان هذا واضحاً في الإجراءات الاستباقية التي عزّزتها حكومتنا الموقرة تحسّباً لحالة الطوارئ التي قد تعتري المنطقة، وهذا لاشك فيه يطمئننا كثيراً. نسأل الله العلي القدير العافية وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شرّ الفتن والحروب وأن ننعم بالأمن والسلام والاستقرار دائماً.