تقارير مفجعة ومتواصلة تلك التي تنشرها الأمم المتحدة بشكل مستمر حول الأوضاع المأساوية في غزة، حيث لم تتوقف الإحصاءات التي تشهد ارتفاعاً دائماً، سواء ما يتعلق بنزوح أهاليها أو تجويعهم أو تقتيلهم، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة ضدهم.

كل تلك المآسي التي تشهدها غزة، والعالم تحديداً الغربي لم يستطع أن يوقف الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني، الذي فقد حرفياً كل شيء، كما أكدت ذلك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في تصريح وأقتبس منه: إن كل شيء ينفد بالنسبة لسكان غزة، الوقت والطعام والدواء والأماكن الآمنة، والناس يتساقطون في الشوارع بسبب عدم توفر الطعام. «انتهى».

ومع كل ذلك الجُرم الإسرائيلي، نجد هناك من يبررون لها ويدافعون عنها، بل يجهضون أي قرار أممي ضدها، وضد جرمها البين في حق أهالي غزة، وكأن من يدعمون إسرائيل يرغبون منها مواصلة ارتكاب جرائم القصف والقتل والتشريد والتجويع لأهالي غزة.

وقد يتعذر هؤلاء الداعمون لإسرائيل بالمحتجزين لدى «حماس»، الذين يتفاوضون بشأن إطلاق سراحهم «أكثر من اللازم»، والسؤال هل حقاً إسرائيل وداعموها لا يعلمون مكان المحتجزين؟ أليست إسرائيل نفسها من استطاعت تحديد مواقع ضباط صف أول من الحرس الثوري الإيراني، وحددت أماكن 11 عالماً نووياً إيرانياً اغتالت جميع هؤلاء خلال الحرب المسماة (12 يوماً) بينها وبين إيران؟؟ ومن قبلها استطاعت إسرائيل أن تغتال حسن نصرالله الأمين العام السابق لحزب الله، وهو في «سابع أرض»، فهل مع كل تلك الإمكانيات لم يستطع «موسادها» أن يعرف إلى الآن أماكن المحتجزين في بقعة أرض صغيرة اسمها غزة؟

إن استمرار الجرم الإسرائيلي على أهالي غزة، ومساعي داعمي إسرائيل الدائم لوأد أي مشروع أو قرار أممي يدين ذلك الجرم، لهو الجُرم الحقيقي في حق شعب أعزل لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه، ولا يملك ما يُمكنه من ذلك، بل إنه لا يقوى حتى من حماية نفسه، بسبب ممارسة إسرائيل سياسة التجويع ضده، إلى جانب قصفه المستمر من الطيران الإسرائيلي، أي أن هذا الشعب إن نجا من القصف، فكيف سينجو من المجاعة؟ وكما قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، في وصفه غزة بأنها (أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض)، فهل هناك رادع حقيقي يوقف الممارسات الإسرائيلية المجرمة؟ أم أن السكوت عنها هو إذن أو موافقة لارتكاب إسرائيل المزيد منها؟؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.