«جميع الحقوق محفوظة» — جملة مألوفة نقرؤها في بدايات الكتب ونهايات الأعمال، لكنها غالباً تمرّ مرور الكرام.

هل نعـي معناهــا حقاً؟ سـؤال يراودنــي دائماً: أهي محفوظة كما يُقال؟ ومن الذي يحميها؟

في عالم يُقاس فيه النجاح بعدد المشاهدات، يسعى البعض لتثبيت حضورهم، ولو على حساب جهد غيرهم. والمقلق أن هذا التعدي لا يشمل فقط الأفكار، بل يمتد إلى الفن والموسيقى والكتابة والقائمة تطول...

لطالما عرفنا قصصاً قديمة عن مطربين وفنانين كبار، تربينا على أصواتهم، ورافقت ألحانهم أحلامنا، ليتبيّن لاحقاً أن بعضاً منها كان مسروقاً أو منسوباً لغيرهم. آنذاك، لم تكن الحقيقة سهلة الكشف، أما اليوم، فقد تغيرت المعادلة تماماً.

نحن نعيش في زمن يُوثّق كل شيء، ولا يمرّ فيه التزوير دون سؤال أو تحقيق.

مؤخراً، أثارت واقعة إعلامية جدلاً واسعاً بعد أن ظهرت على شاشة معروفة، وادّعت ملكية لوحات فنية ليست لها.

لا نذكر اسماً، فالمبدأ أهم من الأشخاص: هل يبرّر الحضور الإعلامي التعدي على إبداع الغير؟ وهل تمنحنا الكاميرا حقاً لا نملكه؟

الملكية الفكرية ليست عبارة قانونية فقط، بل ميثاقاً أخلاقياً. احترامها هو احترام للذات قبل أن يكون للآخر.

وفي عالم تُنشر فيه الحقيقة بكبسة زر، من الضروري أن نراجع أنفسنا قبل أن نُضيء على ما لا نملك، فـسرعان ما يُكشف الستار عن سترٍ مستتر، ونُصبح في خبر كان بعد أن كنا في قلب المكان.