عندما تزور بعض مدن الألعاب العالمية، يكون هناك قسم مختصّ للألعاب الإلكترونية، ومن ضمن هذه الألعاب تلك النظارات الثلاثية الأبعاد التي تأخذك لعوالم مختلفة، فبعضها يجوب بك الفضاء فتتنقل بين النجوم والكواكب، وبعضها يأخذك في مغامرات مع التنين بين الجبال والغابات حتى يخفقك قلبك خوفاً وتتمسك بمقابض مقعدك خوفاً من السقوط، وبعضها يأخذك في رحلات داخل الكهوف والمغارات، فتواجه الوحوش، وتقتحم الشلالات، تلك العوالم التي تعيشها من خلال النظارات الثلاثية الأبعاد تكون هي أقرب للحقيقة، فتشعر أنك تلمس الأشياء من حولك، وتنحني لتحمي رأسك عندما تمر من أسفل جسر، وقد تحمي وجهك بيديك حينما يهاجمك وحش، فأنت تعيش كامل التجربة بكل ما فيها من مشاعر وأحاسيس، وأحياناً بما فيها من خبرات ومعلومات، فعندما تتجول بين النجوم والكواكب، تكتسب معلومات حول عالم الفلك، وتشاهد صوراً للكواكب والنجوم وكأنك تراها في الواقع.
وقد شدتني تجربة إحدى الجمعيات بالمملكة العربية السعودية، في توظيف هذه النظارات ثلاثية الأبعاد للسفر عبر الماضي والعيش في أحداث تاريخية قديمة، في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فتدخلك هذه النظارة في غار حراء، وغار ثور، وفي داخل الكعبة، وتعيش بعض أحداث القصص التاريخية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى تشعر بأنك تشهد هذه الأيام عين اليقين.
وهنا تمنّيت لو يتبنّى متحف البحرين الوطني هذه الفكرة، فتُخصّص قاعة بالمتحف تضمّ نظارات ثلاثية الأبعاد للسفر لزيارة بعض متاحف العالم، فتُخصّص نظارات لزيارة بعض قاعات متحف اللوفر في باريس، وأخرى لزيارة بعض قاعات المتحف القومي للحضارة المصرية، وأخرى للتجول في متحف الشمع في بريطانيا، وغيرها من المتاحف، فيتجول الزوّار في تلك المتاحف ويتطلّعون على مقتنياتها الأثرية التي نُقلت من العصور المنصرمة، وهم جالسون مكانهم في تلك القاعة، فيوفر على الزوّار كلفة السفر لزيارة هذه المتاحف، ويوفر المال والجهد والوقت.
ومما لاشك فيه أن هناك الكثير من المهتمين بزيارة المتاحف كونها تحتوي على مقتنيات تنتقل إلى سالف الحضارات، وتجدهم يقصدونها في أسفارهم، وبالتالي فإن هذه القاعة المخصّصة لزيارة المتاحف عبر النظارات ثلاثية الأبعاد ستكون فرصة ذهبية يتمناها جميع محبّي قراءة التاريخ عبر مقتنيات المتاحف، والمهتمين بالمخطوطات والباحثين في نتاج الحضارات، وستجعل هذه القاعة العالم صغيراً مختصر المسافات.. ودمتم سالمين.