سياسة الحكومة الإسرائيلية قائمة على التصعيد الدائم مع الدول العربية المحيطة وحتى البعيدة، وكأنها لا تريد الهدوء والاستقرار للمنطقة، وهذا ما نراه الآن من تمادي إسرائيل وبشكل مستفز في الداخل السوري، وإصرارها على الاعتداء المتكرر على سلامة أراضيها تحت أعذار لا يقبلها عقل ولا منطق.
وما يندى له الجبين أن إسرائيل تقوم باعتداءاتها السافرة والمتكررة على سوريا، في الوقت الذي تحاول فيه الدول العربية لم شتات هذا الوطن العربي العزيز، وتسعى جاهدة لإعادة بنائه، والذي بالكاد خرج من نظام مزق سوريا، وعاث فيها فساداً طوال 14 عاماً تقريباً، ولكن لأنها إسرائيل ارتأت التفكير بنهجها الشيطاني، واستغلت ضعف إمكانيات الدولة السورية لتقضي على سلاحها البحري والجوي بعد يوم من فرار بشار الأسد.
وها هي إسرائيل تتجه أيضاً وتحت ذرائع واهية كحماية الدروز، إلى التمادي في الاعتداء على السيادة السورية، وآخرها تفجير وزارة الدفاع السورية، وهو ما ينم عن تصعيد إسرائيلي مستفز، تحاول إسرائيل من خلاله أن تُبقي الدولة السورية غير مستقرة وغير آمنة، وأن تظل النزاعات بين طوائف الشعب السوري قائمة دون توقف أو تصالح وطني، وكل ذلك تمهيداً لتقسيم سوريا وتفتيتها، وهذا لهو الخرق الفاضح والواضح للقانون الدولي، الذي يرفض كل محاولات زعزعة أمن الدول واستقرارها، والاعتداء على سلامة أراضيها.
ولكن ماذا قدم المجتمع الدولي لسوريا في هذا الوقت الصعب؟ الجواب باختصار ولا شيء، وكأنه موافق «ضمنياً» على ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات سافرة على سوريا، بدليل أنه لم يستطع ردعها عن أفعالها المرفوضة، عدا بعض المواقف الخجولة عبر تصاريح إعلام من هنا وهناك، التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إن الصمت الدولي عن الجرم الإسرائيلي في سوريا لا يجب استمراره، فالسكوت عنه مشاركة في ذلك الجرم الكبير، وما تبذله دولنا العربية من جهود مضنية وكبيرة لدعم سوريا، لابد من دعمها كُلية من قبل المجتمع الدولي، وآخرها المحادثات المكثفة التي تمت بين دول الخليج العربية ومصر والأردن ولبنان والعراق إلى جانب تركيا، حول تطورات الأوضاع في سوريا، وما صدر من بيان مشترك بينها، وذلك في سياق الموقف الواحد، والمساعي المشتركة لدعم الحكومة السورية في جهود إعادة بناء سوريا الشقيقة، على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وحقوق كل مواطنيها، فهل يستجيب المجتمع الدولي لتلك النداءات أم سيكتفي بعمل «لا شيء»؟