تحرص مملكة البحرين على ترسيخ دعائم علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لما يخدم التطلعات والمصالح المشتركة، ويعود بالخير والمنفعة على الشعبين الصديقين، ولقد جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتؤكد بأن مملكة البحرين تسير بثبات في سياستها المتزنة في علاقاتها مع المجتمع الدولي.
هذه الزيارة الرسمية جاءت لترسم معالم دخول العلاقات البحرينية الأمريكية في مرحلة جديدة، تستمد قوتها ومتانتها من الإرث التاريخي الكبير والمديد، الذي اتسمت به هذه العلاقات على مدى أكثر من قرن، والتي كان لها دور محوري ورئيسي في أمن واستقرار منطقة الخليج، وبالتالي تقدم عجلة التنمية والازدهار فيها.
وإن توقيع الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار، تأتي ضمن رؤية طموحة نحو مستقبل أكثر تكاملاً، وازدهاراً، وهي تعد نقلة استراتيجية في تاريخ العلاقات البحرينية الأمريكية.
مملكة البحرين هي محل إعجاب دول العالم من خلالها التزامها الثابت بنهج التسامح، والتعايش، ونشر ثقافة الحوار، واحترام مختلف الأديان، وهذا ما ساهم في ترسيخ المكانة الحضارية والإنسانية للبحرين في المجتمع الدولي.
إن زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لأمريكا، جاءت لترسخ مكانة البحرين في المجتمع الدولي، وتؤكد على أن رؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تمضي قدماً بخطى ثابتة وواثقة، لبناء شراكات استراتيجية متينة، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، والارتقاء بمكانة المملكة عالمياً، وإن الإعلان خلال الزيارة عن حزمة استثمارية بقيمة 17 مليار دولار أمريكي، قد شمل مجالات متعددة منها التكنولوجيا والطاقة والصحة والتعليم، يصب في مصلحة الإنسان البحريني، ويؤكد حرص المملكة على أن الإنسان البحريني هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن، وهو الاستثمار الأهم، إضافة لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون.
وإن حفاوة الاستقبال الذي جرى لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في أحد أعرق مقرات الضيافة الرسمية في العاصمة الأمريكية واشنطن، في «بلير هاوس» هذا الموقع المرموق الذي احتضن عبر تاريخه قادة العالم، أضفى على المناسبة بُعداً رمزياً يجمع بين أصالة الإرث وتجدد الرؤية.