في لحظة فارقة من تاريخ العلاقات البحرينية–الأمريكية، جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتؤكد أن البحرين ليست مجرد دولة صغيرة في الخليج، بل لاعباً إقليمياً مهماً يحمل رؤية استراتيجية متكاملة نحو المستقبل.لقد عكست هذه الزيارة مشهداً دبلوماسياً رفيع المستوى يحمل الكثير من الدلالات التي تبين ملامح المستقبل، ولتؤكد الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في ترسيخ دعائم السلام والتنمية المستدامة عبر شراكات دولية متينة.لقد حظيت الزيارة باهتمام إعلامي واسع النطاق، محلياً وإقليمياً ودولياً، وبتقدير خاص من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف جلالة الملك المعظم بأنه «يحظى باحترام كبير في الشرق الأوسط والعالم أجمع، وهذه التصريحات عكست عمق التحالف بين البلدين، فحسب الرئيس دونالد قال «إن البحرين حليف رائع»، وأن العلاقات الثنائية تقوم على دعم متبادل وثقة استراتيجية.إن هذه الرؤية ليست مجرد خطط اقتصادية، بل هي تعبير عن فلسفة قيادة تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان والشراكة العالمية هما مفتاح المستقبل، وثمة نقلة نوعية في التعاون الثنائي حيث تم تفعيل أكثر من 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم، شملت مجالات السياسة، الأمن، الاقتصاد، الصناعة، التكنولوجيا، والطاقة، كما وتضمنت أبرز الاتفاقيات حزمة استثمارية بقيمة 17 مليار دولار تشمل مشاريع تقنية واتصالات وبنية تحتية رقمية، واستثمارات بحرينية مباشرة في أمريكا بقيمة 10.7 مليار دولار، مع إطلاق رحلات جوية مباشرة بين البحرين ونيويورك، إلى جانب اتفاقيات صناعية في قطاع الألمنيوم بقيمة 2 مليار دولار، وتوقيع اتفاقية للتعاون في الطاقة النووية السلمية.إن هذه الاتفاقيات تفتح آفاقاً جديدة للبحرين لتكون مركزاً إقليمياً للاستثمار والتكنولوجيا، وتدعم رؤيتها الاقتصادية 2030، كما وتؤكد على النهج البحريني في تعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار التي ترسخ مكانتها كدولة مؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي.وفي سياق التحولات الإقليمية، يُمكن قراءة الزيارة بأنها نقطة انطلاق نحو نموذج جديد في الشرق الأوسط، يعتمد على التكامل السياسي والاقتصادي، ويدفع نحو تحالفات متعددة الأطراف بعيداً عن السياسات الانعزالية، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن النمو الاقتصادي في المنطقة قد يبلغ 4.2٪ بحلول عام 2026، إذا استمرت الإصلاحات، وتوسعت الشراكات المستدامة.إذاً البحرين، بما تمتلكه من رؤية سياسية مرنة واقتصاد منفتح، باتت تؤدي أدواراً متزايدة في الوساطة وتنسيق التحالفات، خاصة في ظل الأزمات الإقليمية، وهو ما يجعلها طرفاً محورياً في إنتاج الحلول وصناعتها.
احترام كبير لجلالة الملك المعظم في الشرق الأوسط والعالم
سماح علام
سماح علام