كعادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، لا نستطيع أن ندرك رؤاه الاستشرافية، أو نضع توقعات لما يمكن أن يفكر فيه من خير لمملكته وشعبه، فمنذ بدأ مشروع جلالته الإصلاحي قبل ربع قرن، ونحن ننهل من خيرات هذا المشروع العظيم، ومشغولون بما يفيض به علينا من إشراقات يومية نراها رؤى العين في كل مشروع ومبادرة وقرار وخطة.
وقبل أيام فاجأنا جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بزيارة سامية إلى مدينة الشباب الذين وصفهم خلال الزيارة بأنهم «ثروة الوطن الأغلى وأساس تقدمه»، ولئن جاء الانطباع العام لدى وسائل الإعلام بأنها زيارة رسمية، إلا أنني رأيتها زيارة عائلية، لرب الأسرة الأكبر الذي يزور أبناءها في البيت العود ليطمئن عليهم، ويلتقي بهم وجهاً لوجه، ويظهر ذلك جلياً في حزمة الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت بين الناس ووسائل الإعلام تغطية لهذه الزيارة الكريمة.
فمن يشاهد الشباب الذين تحلقوا حول جلالته رعاه الله بعفوية تتسم بحب أبوي عظيم لهذا الرجل العظيم الذي يحتضن الجميع دون استثناء، ويقف ليسمع كل منهم، ويلتقط مع كل فرد صورة شخصية، سيعرف أنها ليست رسمية أو حتى يمكن وصفها بأي صفة سوى كونها زيارة والد للبيت العود.
لقد بعث جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه برسائل عديدة من خلال هذه الزيارة الجميلة، وتلك الرسائل حملتها الكلمات والصور وردود الأفعال، حيث كانت أول رسالة هي المكتوبة في تصريحات جلالته، حين أكد أن الزيارة تأتي في إطار الحرص على الالتقاء بالشباب البحريني تقديراً لدورهم في بناء نهضة البحرين وتقدمها، ولتمكينهم من الإبداع وصقل قدراتهم وتطوير مهاراتهم ليساهموا في خدمة البحرين وتعزيز مسيرتها، وخلاصة الرسالة: «إنني مهتم بالمستقبل كما فعلت في الماضي».
والرسالة الثانية برزت من بين الصور أيضاً من خلال حرص جلالته رعاه الله على الاستماع لتفاصيل شرحتها شابة بحرينية عن مشروع، بينما جلالته يتابع باهتمام، ويسألها ويشير إلى كل تفصيلة في هذا المشروع، وفي تلك الرسالة يقول جلالته: «أنا أقرب إليكم وأنصت لأفكاركم».
أما الرسالة الثالثة في الصور، فكانت لقاء جلالته لأحد شباب ذوي العزيمة، حيث كان من أقرب نقطة من مستوى هذا الشاب، وليقول في رسالة غير مكتوبة: «إنكم أبناؤنا ونفخر بكم رغم التحديات التي تواجهونها ونقدركم أقصى تقدير ونرفعكم في أعلى مكانة».
ومن بين الرسائل التي أراها رسالة مشتركة هي صور جلالته مع أبناء الوطن الذين كانوا يرتدون زي المصانع «over all» والتي شارك فيها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ليقول فيها أن هؤلاء الذين نستثمر فيهم، فيرد جلالته: ونعم الاستثمار.
ومن أكثر الصور إلهاماً وبهجة، هي صورة جمعت جلالته حفظه الله بالشباب العاملين في قطاع الطيران ومن خلفهم محرك طائرة كبير، ليبعث فيها رسالة جديدة بأن: «الانطلاق إلى السماء يحدث بأيدي هؤلاء الأبناء الأعزاء».
ولم يترك جلالة الملك المعظم رعاه الله مركزاً من المراكز الخمسة الرئيسية التي تحتضنها مدينة الشباب، إلا وحرص على زيارته، وهي مراكز العلوم والتكنولوجيا والفنون والثقافة والقيادة وريادة الأعمال والإعلام والترفيه والرياضة والصحة، وكأن جلالته حفظه الله يقول في رسالة جديدة: إنني جئت لكي أتأكد بنفسي أن كل جوانب الاستثمار في شباب المستقبل قد تم توفيرها في مكان واحد.
ولا يمكن أن يختلف معي أحد بشأن اهتمام جلالة الملك المعظم رعاه الله بالشباب، فالرجل الذي أسند إلى أولاده تلك المهمة، يؤكد لنا أن هذا الملف هو الأبرز والأهم بالنسبة لقلبه وللبحرين، لأنه ملف المستقبل ومورد البلاد الذي لا ينضب، فكان يرافق جلالته في تلك الزيارة كل من سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المعظم، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية.
وأختتم بالصورة الجماعية التي توسط فيها جلالته رعاه الله حشداً من الشباب، حيث سألت gemini عن عدد الأشخاص في تلك الصورة، وكان رده أنه من الصعب تحديد العدد الدقيق، لكن العدد التقريبي حوالي 220 شخصاً، وقد جاءت معبرة عن زيارة الوالد للبيت العود، وزيارة جلالته للمستقبل.
قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية