فاطمة الصديقي

يعد اعتماد مجلس النواب لنظام الآيزو 14001:2015 لأنظمة الإدارة البيئية إنجازاً نوعياً يضع مملكة البحرين في مقدمة المؤسسات التشريعية على مستوى الشرق الأوسط وآسيا، فهذا التوجه يعكس التزام المملكة بالابتكار والتنمية المستدامة، مما يجعلها نموذجاً يُحتذى به في مختلف المجالات، ويعزز من مكانتها كدولة رائدة في مجالات التنمية المستدامة والابتكار البيئي.

فالمملكة تسعى دائماً إلى تحقيق تقدم مستدام في جميع القطاعات، حيث تتبنى استراتيجيات فعّالة تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة أو استنزاف الموارد الطبيعية، فهذا الالتزام يعكس رؤية البحرين الطموحة نحو مستقبل أكثر استدامة، يتمثل هذا الالتزام في تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال توفير بيئة صحية وآمنة تعزز من رفاهيتهم، يتضمن ذلك تحسين الهواء والمياه، وتقليل التلوث، وحماية الموارد الطبيعية، كما أن اعتماد نظام الآيزو 14001:2015 خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف البيئية، إذ يُظهر التزام مجلس النواب على تعزيز السياسات البيئية والعمل على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، فالحفاظ على البيئة يتطلب جهوداً مستمرة من جميع المؤسسات، فنظام إدارة البيئة أداة حيوية لضمان توافق المملكة مع التشريعات المحلية والدولية، يهدف هذا النظام إلى حماية البيئة ومنع التلوث وتقليل توليد النفايات، وتحسين الأداء البيئي المستمر لمجلس النواب كركيزة أساسية للتنمية المستدامة، مما يسهم في حماية البيئة والامتثال القانوني التي تتوافق مع الخطة الاستراتيجية لمجلس النواب للفترة 2023-2026 مما يقلل المخاطر القانونية والمالية، حيث يركز على زيادة الوعي البيئي وتوفير التدريب اللازم لضمان التنفيذ الفعّال، فإدماج الاعتبارات البيئية في عملية اتخاذ القرار يُعزز من فعالية السياسات البيئية، ويُسهم في تحسين مستوى الوعي المجتمعي بشأن أهمية الاستدامة.

علاوة على ذلك، يُظهر اعتماد معايير الإدارة البيئية التزام المؤسسات بالمسؤولية الاجتماعية، من خلال تحسين الممارسات البيئية، حيث تُعتبر هذه السياسات استثماراً طويل الأجل يعود بالنفع على الاقتصاد والبيئة معاً، كما أن تطبيق هذه المعايير يُعزز الابتكار، ويُسهم في تقليل التكاليف من خلال كفاءة استخدام الموارد.إن جهود مجلس النواب في اعتماد نظام الآيزو تتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة، مما يعكس التزام المملكة بالممارسات العالمية الرائدة، فهذا الإنجاز يُسهم في بناء مستقبل مستدام، وخطوة نحو تحقيق الأهداف البيئية يعزز من سمعة البحرين كدولة رائدة في مجال الاستدامة.