زرت جزيرة ياس في أبوظبي لأول مرة خلال عطلة نهاية الأسبوع في رحلة عائلية بعد أن جذبتني التقارير من محطات تلفزيونية وصحفية حول ما تقدمه هذه الجزيرة من تنوع ترفيهي عالمي يصلح لجميع الأعمار.

وبالفعل كانت (ياس) الأنيقة - والتي لا تبعد سوى 10 دقائق من مطار زايد الدولي الفخم، وتضم حلبة ياس لسباق الفورمولا 1 - بمستوى التقارير الإيجابية عنها فهي حتماً وجهة سياحية من طراز رفيع لا تضاهيها أي وجهة أخرى في الشرق الأوسط.

أربعة أيام مرت كلمح البصر؛ نظراً لكثرة الأنشطة وتعددها. وقد خصصنا اليوم الأول لمنتزه (وارنر برذرز) الذي افتتح في عام 2018، والذي يجمع العائلة بأشهر شخصيات الكارتون مثل سوبرمان وباتمان وتوم وجيري، ويسمح للأطفال باللعب في ألعاب الملاهي في ست مناطق ضخمة ومكيفة.

وفي اليوم الثاني زرنا أكثر المنتزهات إثارة في (ياس) والمعروف باسم (سي ورلد) أي (عالم البحار) والذي يصحب الزائر في جولات مع الكائنات البحرية تبدأ من سمك القرش وصولاً إلى طائر البطريق.

والمثير أن البطريق يتم الاعتناء به في أجواء شتوية مطابقة لأجواء القطب الجنوبي ومن يزوره في مكانه في (سي ورلد) يشعر وكأنه فعلاً في أبرد منطقة على وجه الأرض. ويعد هذا المنتزه فرصة ذهبية للتعرف عن قرب على الحياة البحرية من خلال متابعة مختلف الكائنات، وهي تسبح في أحواض عملاقة، كما أنه فرصة رائعة للتفكر في عظمة الخالق عز وجل.

وفي اليوم الثالث كانت لنا زيارة إلى المنتزه المائي في (ياس) والحاصل على أكثر من 35 جائزة تميز إقليمية وعالمية والمجهز بأحدث الألعاب المائية ويحتوي على العشرات من الزلاقات الملتوية المخصصة للصغار والكبار، والتي تجعل المرء يمضي وقتاً مليئاً بالإثارة والمرح خاصة الأطفال.

أما اليوم الرابع، وقبل العودة إلى البحرين، فقضينا أغلبه في مجمع (ياس) التجاري هذا المجمع الحديث والواسع والذي يختطف وقت الزائر، فيقضي فيه ساعات، دون أن يشعر بالملل لما يقدمه من تنوع في المتاجر والمقاهي والمطاعم. وقد حاولنا زيارة (عالم فيراري) من خلال المدخل المخصص له في مجمع (ياس) لكن شدة الازدحام أدت إلى تأجيلنا الزيارة لمرة قادمة.

وقد كنت أتمنى أيضاً أن يسعفنا الوقت لنزور جامع الشيخ زايد وقصر الوطن ومتحف اللوفر ومجمع العرض الضوئي Team Lab الذين يعدون وجهات مهمة لأي زائر لأبوظبي، ويقدمون صورة مشرقة عن الازدهار الحضاري والثقافي والعمراني الذي تعيشه العاصمة الإمارتية الجميلة.

‏قبل حوالي عقد أو أكثر بقليل من الزمان لم تكن أبوظبي تعرف كوجهة سياحية، لكن اليوم أصبحت بكل جدارة مدينة جاذبة للزوار، وذلك من خلال ما تحتويه جزيرة (ياس) من منتزهات ترفيهية عالمية بالإضافة إلى تنوع وجودة المرافق الموجودة في جزر وضواحي أبوظبي الأخرى. ويحسب للمسؤولين في أبوظبي هذا الاستثمار الضخم والسليم في الجانب السياحي، والذي وضع أبوظبي على خارطة السياحة في الشرق الأوسط، وجعلها أحد أبرز الوجهات العائلية في المنطقة.