112 طفلاً يدخلون دائرة سوء التغذية في غزة يومياً، هذا ما صرح به المتحدث باسم المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاظم أبو خلف، محذراً من سوء التغذية التي تطال قطاع غزة.
هذا التصريح المخيف من هذه المنظمة الدولية يؤكد أن إسرائيل تصر على مواصلة ظلمها للشعب الفلسطيني في غزة، وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، ليس العيش في سلام فقط، - والذي حرم منه أصلاً أهالي غزة لعامين تقريباً -، بل حرمانه من الحقوق التي هي أبسط من ذلك، وهي حقه في الغذاء الذي هو أساس الحياة، وكل هذا يقع تحت مرأى ومسمع تلك الدول المسمى متحضرة، والمنظمات المدعية دفاعها عن الحقوق التي تكيل بمكيالين في تعاملها مع ملف حقوق الإنسان، فهي تغض النظر عن الجرائم الإسرائيلية في غزة، ولكنها تنشط وتُشطط ضد دولنا العربية.
وعودة على سوء التغذية في أطفال غزة، فإنه عطفاً على تصريح منظمة «يونيسف»، بإحصائية بسيطة، فإن الأرقام تشير إلى أن قرابة 1120 طفلاً معرضين لسوء المجاعة كل عشرة أيام، إذا استمر الوضع على ما هو عليه في غزة، بمعنى آخر، أن في كل شهر هناك 33 ألفاً و600 طفل في غزة عرضة لسوء التغذية، وكما أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - «فإن عدد الأطفال الذين دخلوا في مرحلة سوء التغذية الحاد ارتفع بنسبة 180%، عند المقارنة بين شهري فبراير (خلال الهدنة) ويونيو الماضي».
هذه هي الحرب الجديدة التي تخوضها إسرائيل في غزة، وهي ليست حرباً تقليدية بالمدافع والرشاشات التي لم تتوقف أصلاً، وإنما حرباً مع الأطفال الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم ولدوا في غزة، وهذه لعمري أبشع حرباً يمكن أن يتصوره عقل، وهي تجويع الأطفال، ومحاولة القضاء على جيل بأكمله، من كيان عرف عنه قتله الأطفال والنساء والشيوخ بدم بارد، ودون اعتبار لأدنى حقوق الإنسان وتحديداً الأطفال.
إن العالم المسمى «متحضر» لا يجب أن يصمت عن هذا العدوان من الكيان الإسرائيلي على أطفال فلسطين، ويجب الضغط بورقة المصالح على إسرائيل ومن يعاونها، وفي يد العرب هذه الورقة التي يجب أن يلوح بها عالياً في وجه من تسول له نفسه قتل الأطفال الفلسطينيين عمداً، وبأبشع طرق القتل وهي تجويعهم، وسلاح المصالح لابد أن يظهر الآن ودون تأخير، وإلا فإن أنفاس الأطفال البريئة في غزة مهددة بالموت مع كل يوم يتأخر فيه العالم، وتحديداً العرب عن مساعدتهم، وإيقاف إسرائيل عند حدها.