غاري ديمنتشي تشابمان، كاتب أمريكي اشتهر بسلسلة كتب «لغات الحب الخمس»، وفقاً له، هناك خمسة أساليب أساسية يعبر بها الإنسان عن الحب، وإن شئت فقل خمسة مستويات، باختصار هي: كلمات التشجيع، تكريس الوقت، تبادل الهدايا، أعمال خدمية، وأخيراً التلامس الجسدي، فمثلاً إذا قدم أحدهم الورد الأحمر هدية، فهو يشير إلى الحب الرومانسي العاطفي، وهكذا باقي المستويات، فالموضوع بسيط، لكن هذا على أيام تشابمان، وليس على أيام الجيل الرقمي الجديد.

شاشة هاتفك اليوم أصبحت ساحة العواطف الرئيسية، ولغة الحب تغيرت وحل محلها لغة جديدة تتناسب والواقع الرقمي الجديد، ومع ذلك عدد الأساليب أو المستويات بقي خمسة، لكنها تختلف عن سابقتها، أولاً علاقات الحب تحتاج إلى شاحن كهربائي لتبقيك على تواصل، فلم يعد المحبون ينظرون إلى النجوم في الليل، إنما ينظرون إلى هواتفهم ليل نهار، ولم تعد هناك حاجة لقراءة دواوين الشعر لاستخدام جزء منها مع الحبيب، لأن الحاجة اليوم أصبحت إلى الإيموجي وأنواعه المختلفة، أما أساليب ومستويات لغة الحب فأصبحت كما يأتي: المستوى الأول هو الإعجاب الذي يوضع على المنشورات بدل كلمات التشجيع، وهذا له مستويات، فهناك الإعجاب الفوري وهذا إن لم يأتِ في أول ثلاثين ثانية من نشر المنشور فلا قيمة له، ويدل على الولاء المطلق، يليه الإعجاب العميق، وهذا يستوجب الغوص في منشورات عمرها أكثر من خمس سنوات إلى عشر سنوات وربما إلى عصر ما قبل الفلاتر ووضع الإعجاب هناك، وهذا يدل على الالتزام، ثم الإعجاب بالجملة، وهو أن تختار عشرين منشوراً، وتضع إعجابك عليها كلها، أما المستوى الثاني في هذه اللغة فهو الرد على القصص أو الستوري، وهذا يساوي تكريس الوقت في اللغة السابقة، كأن يلتقي الاثنان في مطعم أو مقهى سابقاً، الرد يعني دعوة لفتح حوار بعيداً عن التعليقات العامة أمام جمهور الأصدقاء، أما إذا كان الرد بإيموجي فهو إعلان صريح بالغزل، وبالمناسبة أصبحت القوانين تحاسب على مدلولات الإيموجي، ثم يأتينا المستوى الثالث وهو المشاركة العلنية، والذي جاء بديلاً لتبادل الهدايا، فيكفي الآن أن يعيد أحدهم نشر منشور من يحب أو يشاركه مع آخرين، فكأنه يقول للآخرين انظروا إلى هذا الرائع، يأتي بعد ذلك المستوى الرابع وهو صناعة «الميم» المخصص، والميم هو صورة أو فيديو يكتب عليه شيء، وتغير الكتابة حسب الموقف ليعبر عن المشاعر، ويكون خاصاً به، فبدل أن يستخدم ميماً جاهزاً يصنع بنفسه، وهذا هو البديل عن الأعمال الخدمية سابقاً، وأخير البقاء متصلاً في الدردشة، وهذا ما يوازي التلامس الجسدي في اللغة القديمة، وهو شعور صامت بالرفقة ودفئها، أما العناق الرقمي فهو عندما تظهر إشارة: «يكتب الآن..».

قد يشعر الجيل القديم أن هذا تعقيد في العلاقة، أو قد يشعر العكس، ويرى أن هذا بسيط حد إثارة السخرية، لكن هذا الواقع الذي يجب أن نتعرف عليه، لذا راجعوا حساباتكم على منصات التواصل الاجتماعي، فقد يكون هناك ما ينتظركم.

* عميد كلية القانون - الجامعة الخليجية