لا شك في أن أي مشروع بحريني، مهما كان نوعه أو حجمه، يمثل إضافة هامة للاقتصاد الوطني، ويساهم بشكل أو بآخر في خلق فرص عمل حقيقية ومستدامة لشبابنا وشاباتنا، إلى جانب كونه فرصة لإبراز المحلي، وبما يعزز ثقة المجتمع بالمنتج الوطني ويرسخ قيم الإنتاج والابتكار بين أفراد المجتمع.
على المستوى الشخصي؛ أحرص كلما أتيحت لي الفرصة أن أزور أحد المعارض المخصصة لعرض وبيع منتجات الأسر البحرينية، والتي تتنوع بين الصناعات والحرف التقليدية المحلية، إلى جانب مشاريع رائدة استطاعت أن تتطور بشكل واضح لتنافس أفضل الماركات، ونجحت في أن تتحول إلى شركات ومؤسسات وطنية تدار بعقليات تجارية.
مناسبة حديثي هو إعلان وزارة التنمية الاجتماعية عن افتتاح متجر «الأيادي البحرينية» في مركز مبارك بن جاسم كانو الاجتماعي بمنطقة السنابس كخطوة تستحق التقدير، كونه يفتح أمام الأسر المنتجة نافذة أكبر للتواصل المباشر مع المستهلكين، وإبراز جودة منتجاتهم، ويضعهم على طريق المنافسة الحقيقية في سوق يتطلب التطوير المستمر والابتكار.
الفكرة ببساطة لا تكتفي بتمكين الأسر البحرينية عبر التدريب أو التمويل، بل تمنحهم البيئة الطبيعية التي يحتاجها أي مشروع؛ مكان ثابت، جمهور متنوع، ودعم مستدام يجعل هذه الأسر قادرة على الاعتماد على نفسها، وتطوير مهاراتها، وتحويل جهدها المنزلي إلى قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.
إن الاهتمام بالأسر المنتجة يمثل مشروعاً اقتصادياً وطنياً بامتياز، فكل منتج محلي يخرج من بيت بحريني، سواء كان حرفة يدوية، أو وجبة شعبية، أو منتجاً تجميلياً، يمثل استثماراً في الإنسان البحريني قبل أي شيء، وهذا الاستثمار حين يتراكم ويدار بعقلية صحيحة، فإنه يخلق قصص نجاح قادرة على التحول إلى علامات تجارية تحمل اسم البحرين إلى الخارج.
اللافت أن هذه المبادرة تتناغم مع رؤية البحرين في تعزيز روح ريادة الأعمال المجتمعية، وتشجيع العمل الحر، وتفتح آفاقاً جديدة أمام كل أفراد المجتمع، بما يجعلهم شركاء حقيقيين في التنمية الاقتصادية، وهو ما يعني أن «الأيادي البحرينية» تمثل مشروعاً وطنياً يحمل رسالة أعمق بأن الاعتماد على الذات والثقة بالقدرة البحريني، يمكن أن يشكلا بديلاً عملياً عن الاستيراد ووسيلة عملية لمواجهة التحديات الاقتصادية.
اليوم نحن بحاجة إلى المزيد من هذه المبادرات وإلى وعي مجتمعي أكبر بأهمية دعمها، من خلال الإقبال على شراء منتجات الأسر البحرينية وتفضيلها، ليس من باب التعاطف بل لأنها أثبتت قدرتها على الجمع بين الجودة والإبداع والأسعار المناسبة.