مع صباح هذا الأحد تعود الحياة الأكاديمية؛ الأجراس تعلن بداية موسم جديد، والطرقات تزداد حركة مع انطلاقة المدارس الخاصة، فيما يستعد معلمو المدارس الحكومية لاحتضان طلبتهم بعد عودتهم إلى مقاعدهم، البيوت تستعيد صخبها بين تجهيز الأمهات ومتابعة الآباء، والفرحة الممزوجة بالترقب تملأ الوجوه الصغيرة، وهي تعود إلى فصولها، هذا الحراك يعيد ضبط إيقاع الحياة مع بداية عام دراسي جديد.
مع بداية هذا العام يجب أن نسترجع التجربة التي مررنا بها خلال جائحة كورونا، ومن هنا تأتي فكرة اعتماد اختبار شهري أو كل شهر وترك عبر منصات التعلم عن بعد، غايته قياس الجاهزية الكاملة للمنظومة التعليمية في أي ظرف طارئ، هذا النوع من التمارين الدورية يعزز الثقة في استمرارية التعليم ويجعل العودة إلى الفصول الافتراضية قراراً سلساً عند الحاجة.
وفي الجامعات، يفرض الازدحام المروري سؤالًا متكررًا: ما الذي يمنع من تحويل بعض المقررات العامة المشتركة إلى مقررات افتراضية بالكامل؟ هذه الخطوة يمكن أن تقلل من ضغط الحركة اليومية، وتمنح الطلبة مرونة في تنظيم جداولهم، كما توفر للجامعات فرصة لتطوير منصاتها الإلكترونية وتوسيع خبرتها في التعليم المدمج، إن التفكير في حلول المرور لا يرتبط بوزارة الأشغال وحدها، فهو تعاون وتكاتف بين المؤسسات بمختلف أنواعها.
على الأرض، يلمس الجميع حجم الجهد الذي تبذله وزارة الأشغال عبر مشاريع التوسعة والصيانة، حيث يعمل المهندسون ليلاً ونهاراً لتوسيع الشوارع وتحسين انسياب الحركة، هذه المشاريع هي رهان مباشر على وقت الناس وراحتهم، ويستحق القائمون عليها التقدير؛ لأنها تترجم في النهاية إلى راحة المواطن والتخلص من قلق الزحمة.
ومع كل هذه الجهود، يبقى تحدٍ كبير أمام الانسياب المروري يتمثل في حركة الشاحنات وقت الذروة، هذه المركبات الضخمة تعرقل تدفق السيارات عند ساعات الدراسة والعمل، وتحوّل الانتقال من مهمة يومية إلى معاناة متكررة، من الضروري أن إصدار قرار جديد يقيّد تحرك الشاحنات في الفترات الحرجة، بما يوازي الغرامات التي أُقرت مؤخرًا.
ومع بداية هذا العام الدراسي، تبقى أصدق الكلمات دعوة صادقة بالتوفيق للطلبة في تحصيلهم، وللمعلمين في أداء رسالتهم، وللأمهات والآباء في متابعتهم وصبرهم، فنجاح العام يُقاس بما يتحقق من طمأنينة في البيوت، وما ينعكس من انضباط في المدارس، وما يتجسد من أمل في عيون أبنائنا وهم يعودون إلى مقاعدهم وكراساتهم.