لا تزال مملكة البحرين تحقق نجاحات وإنجازات يشار إليها بالبنان في مجالات مختلفة وعلى كافة الأصعدة في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة حثيثة وحكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

ولعل من أبرز الملفات التي تهتم بها القيادة الرشيدة، ملف التربية والتعليم، وهو ما يظهر جلياً من خلال النجاحات والإنجازات التي تحققها الوزارة تحت قيادة الوزير د. محمد بن مبارك جمعة، الذي يبذل قصارى جهده مع فريق العمل والطاقم الإداري والتعليمي المتميز بالوزارة من أجل تطوير المنظومة التعليمية والنهوض بالعملية التعليمية وإعداد أجيال وطنية قادرة على التميز والابتكار والإبداع، خاصة وأن الاهتمام بالنشء يُعد الركيزة الأساسية لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.

من هذا المنطلق يتبيّن حرص معالي وزير التربية والتعليم على تطور التعليم والاهتمام بقطاع التكنولوجيا والرقمنة من خلال خطط استراتيجية تظهر جلياً في المناهج الدراسية المتطورة التي يدرسها أبناؤنا الطلاب والطالبات، الأمر الذي يؤدي إلى بناء أجيال تقود المسيرة التنموية لمملكة البحرين على خير وجه.

هذا الحديث يقودنا إلى التطرق إلى جودة التعليم والتدريب في مملكة البحرين واهتمام الحكومة الموقرة بالاستثمار في الكفاءات الوطنية المتميزة، حيث حرص التقرير على تقديم تحليل لأداء المؤسسات التعليمية والتدريبية في مختلف القطاعات في مملكة البحرين للعام الأكاديمي 2024-2025.

ولقد كان لافتاً ما تطرّقت إليه الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب د.مريم حسن مصطفى حينما تحدثت بوضوح عن أن الهيئة تستند في عملها إلى الشفافية والمهنية، مع التركيز على دعم التميّز والاستدامة في الأداء، من خلال إبراز النجاحات وتحفيز جهود التحسين المستمر. وبحسب التقرير، فقد تضمّن نتائج المراجعات المؤسسية التي شملت 76 مدرسة حكومية و23 مدرسة خاصة، و22 روضة أطفال، و19 مؤسسة تدريب مهني، إلى جانب مراجعات التعليم العالي، التي شملت 15 برنامجاً أكاديمياً، و10 مؤسسات تعليم عالٍ، فيما تضمّن الإطار الوطني للمؤهلات إدراج 20 مؤسسة تعليمية وتدريبية، وتسكين 105 مؤهلات وطنية، وإسناد 25 مؤهلاً أجنبياً.

وكشف التقرير عن نتائج متميزة تتمثل في إحصائيات مراجعات المدارس هذا العام، حيث شهد أداء 24 مدرسة حكومية تحسناً ملحوظاً، في حين حافظت 45 مدرسة حكومية على تقديرها السابق، وحقّقت 11 مدرسة خاصة تحسّناً بدرجة واحدة، وحافظت 7 مدارس خاصة على تقييمها السابق.

وتحدث التقرير عن المراجعات الرسمية الأولى برياض الأطفال، والتي كشفت عن وجود ممارسات فاعلة في بيئة التعليم والنمو الاجتماعي للأطفال، مع توصيات لتعزيز التعليم باللعب الموجّه الذي يبادر به الطفل.وقد أظهرت نتائج التقرير وعياً بأهمية ضمان الجودة والامتثال لمتطلبات المراجعة فيما يتعلق بمؤسسات التعليم والتدريب المهني. كما حصلت البرامج الأكاديمية المتعلقة بالتعليم العالي على حكم «جدير بالثقة»، وأظهرت النتائج تحسّناً في جودة التعليم، والدعم المقدم للطلبة.

وتطرّق التقرير إلى الإطار الوطني للمؤهلات، حيث رصد ما نسبته 76% من إجمالي المؤسسات المرخصة قد تمّ إدراجها ضمن الإطار الوطني، مع زيادة في عدد مؤسسات التعليم والتدريب المدرجة بمعدل 66% مقارنة بالعام الماضي، كما تمّ تسكين 105 مؤهلات وطنية تمثل 52% من المؤهلات الوطنية المرخصة، كما تمّ إسناد 25 مؤهلاً أجنبيًا على الإطار الوطني للمؤهلات. من ناحية أخرى، شارك نحو 12690 طالباً من 38 مدرسة حكومية، و16 مدرسة خاصة في الامتحانات الوطنية للصف الثاني عشر، كما شارك 12839 طالباً من 62 مدرسة حكومية للصف التاسع، حيث رصد التقرير فهماً جيداً للطلبة في المهارات الأساسية والمعارف في جميع المواد، بحسب التقرير.

من هذا المنطلق، يتبيّن جلياً مدى النجاحات التي تتحقق عاماً بعد عام في المسيرة التعليمية في مملكة البحرين بفضل جهود طيبة ومباركة من جميع المسؤولين عن مستقبل أبنائنا الطلاب والطالبات حيث يتبين مدى الحرص على الارتقاء بجودة التعليم والتدريب في المملكة وهو ما يحمل مستقبلاً زاهراً ومبشراً للبحرين على المديين القريب والبعيد.