تُواصِل مملكة البحرين تأكيد ريادتها في مجال دعم المرأة وتعزيز مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، من خلال إطلاق الدورة الثامنة لجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتقدّم المرأة البحرينية.
والحق يُقال، إنه منذ تأسيسها بأمر ملكي عام 2004، أصبحت هذه الجائزة أداةً فاعلة ضمن منظومة السياسات الوطنية الهادفة إلى النهوض بدور المرأة في مختلف مجالات الحياة.
تحمل الجائزة اسم شخصية بارزة في مسيرة تمكين المرأة، وهي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، والتي لعبت دوراً محورياً في ترسيخ رؤية تنموية متكاملة تعتبر أن مشاركة المرأة ليست خياراً، بل ضرورة لتحقيق التوازن الاجتماعي والنمو الاقتصادي المستدام.
لا تقتصر الجائزة على كونها وسيلة للتكريم، بل تشكّل إطاراً عملياً يشجّع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني على تبنّي مبادرات تُراعي احتياجات المرأة، وتدعم قدرتها على المواءمة بين أدوارها الأسرية ومهامها المهنية.
كما تُسهم الجائزة في فتح المجال أمام المرأة لتولي مواقع قيادية، والمشاركة في صنع القرار على مستويات متعددة.
لقد أثمرت هذه المبادرة عن نتائج ملموسة، حيث أصبحت البحرين مثالاً يُحتذى في المنطقة.
وقد تجلّى ذلك في تبنّي هيئة الأمم المتحدة للمرأة نسخة دولية من الجائزة عام 2015، مما عزّز حضور التجربة البحرينية على الساحة العالمية، وأسهم في إبرازها كنموذج فعّال في مجال التمكين المؤسسي والاجتماعي للمرأة.
تُظهر الأرقام تطوراً لافتاً في المشاركة؛ إذ ارتفع عدد المشاركين من 30 في الدورة الأولى إلى أكثر من 350 في الدورة السابعة، مما يعكس ازدياد الوعي بأهمية دمج المرأة في مسارات التنمية.
كما برز تأثير الجائزة في سياسات مؤسسية متنوعة، مثل توفير فرص غير تقليدية للنساء في الأجهزة الأمنية، وطرح برامج في القطاع الخاص تُراعي احتياجات المرأة كالتأمين الصحي والتدريب الرقمي.
بفضل الرؤية الاستراتيجية لصاحبة السمو الملكي، تحولت الجائزة إلى أداة وطنية لترسيخ ثقافة التمكين، وجسرٍ يربط التجربة البحرينية بمبادرات دولية تهدف إلى تعزيز المساواة.
وهذا يؤكد أن البحرين لا تنظر إلى دعم المرأة كاستجابة لمطلب اجتماعي فقط، بل كمكوّن أساسي ضمن مشروع وطني شامل للتنمية المستدامة.
انطلاق الدورة الثامنة من الجائزة لا يُعد مجرد حدث تقليدي، بل يعكس التزاماً مستمراً بمواصلة مسيرة التقدم، ويؤكد أن جهود الأميرة سبيكة ستظل مصدر إلهام يقود البحرين نحو مزيد من التميّز في مجال تمكين المرأة على المستويين المحلي والعالمي.