علاقات متجذرة من عشرات السنين تلك التي تجمع المنامة بالعاصمة الحبيبة القاهرة، فالقاهرة منبع الكرم والأخلاق وهي مهد العلم والتعليم والصناعة والتقدم، وأصالة العروبة والقومية، وهي الحاضن الدائم لكافة العرب، والبحرين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقاهرة التي هي في الأساس عزيزة على قلب كل بحريني، فبالإضافة إلى العلاقات الرسمية التي تربط بين القيادتين الحكيمتين فهناك وشائج وعلاقات على الصعيد الشعبي، فمن منا ومن آبائنا وأجدادنا لا يذكر من قام بتدريسه في مختلف المراحل الدراسية منذ بدء التعليم النظامي بالمملكة، فجمهورية مصر العربية قدمت أبناءها وخبراءها في سلك التعليم إلى المدارس النظامية بالبحرين، وهم من ساهموا في تأسيس التعليم وتطويره، وهم من تحمّلوا عبء البدايات في هذا المجال الحيوي والمهم، لذلك تجد اللهجة المصرية حاضرة لدى أهل البحرين ومن اللهجات المحببة.
وعلى الصعيد الفني كذلك كانت ومازالت الأعمال الدرامية من سينما ومسرح وتلفزيون هي المقصد الأول لعشاق الفن، فكانت القاهرة مقصداً للفنانين والإعلامين البحرينيين عبر معاهدها وكلياتها وجامعاتها التي فتحت أبوابها لاستقبال الجميع بشكل عام وأهل البحرين بشكل خاص، فالعديد من الإعلاميين والصحفيين تلقوا علومهم عبر تلك الصروح التعليمية بالعاصمة المصرية القاهرة، وقس على ذلك باقي التخصّصات في مختلف العلوم.
واليوم لا تتجدّد تلك المحبة، بل تمتد عبر مختلف الأجيال وعلى مختلف الأصعدة، في ظل ما تحظى به العلاقات البحرينية المصرية من رعاية واهتمام من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.
وتأكيداً لتلك المكانة جاءت الزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، لتواصل مسيرة العلاقات الأخوية والمتميزة التي تربط بين البلدين، ولاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، لتكون تلك النقاط بمثابة التعاون في المجال الاقتصادي والعلمي والتكنلوجي عبر توقيع العديد من الاتفاقيات في تلك المجالات.
مصر حاضرة في قلوب أهل البحرين، فهنا تجد المجالس البحرينية تزخر بالشخصيات المصرية المقيمة في بلدها الثاني ومتعايشة منذ القدم، فعندما نتجول في العاصمة المنامة، وفي حواري المحرق ستجد النكهة المصرية حاضرة بحضور أهلها، فالأكلات الشعبية والمطاعم والمنتجات المصرية تشهد طلباً مستمراً، والخبرات المصرية تجدها مطلوبة في جميع التخصصات، فالبحرين ومصر عبارة عن تاريخ راسخ ومحبة دائمة الإثمار وروابط متينة وتاريخ مشترك.