هل أثارت الهجمة الإسرائيلية الغادرة على قطر مخاوف دول مجلس التعاون من جدية وفاعلية التحالف الأمريكي معها؟

هل أعادت النظر في جدوى الاتفاقيات الأمنية الموقعة، أو تلك التي قيد التوقيع؟ خاصة إن كان تفعيلها سيخضع للتقدير الأمريكي وتفسيرها الخاص لا إلى نص الاتفاقيات؟

هذه الأسئلة طرحت وهي أسئلة منطقية ومشروعة في ظل الصدمة التي نتجت عن السماح الأمريكي -إن صح التعبير- للهجمات الإسرائيلية أن تقع على أرض حليف يُعدّ من أقوى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج، وذلك لأنه يستضيف أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وهي «العديد» وبها مقر القيادة المركزية الأمريكية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والسرب رقم 83 من القوات الجوية البريطانية، وجناح المشاة الجوية رقم 379 التابع إلى القوات الجوية الأمريكية. ومنظومة دفاعية بإمكانها رصد الصاروخ منذ لحظة إطلاقه قبل وصوله والتصدي له.

فمن المعروف أن المنظومة الدفاعية في قاعدة العديد ترتكز على عدة أنظمة متداخلة ومتعدّدة الطبقات، تهدف للتصدي للتهديدات الصاروخية والباليستية والمجالات الجوية المختلفة منها كالباتريوت ولديها أنظمة الإنذار المبكر والرادارات المتقدمة ومنظومات رصد وإنذار مبكّر لتتبع الصواريخ منذ إطلاقها، خصوصاً التهديدات الباليستية.

والترابط بين الرادارات والأنظمة المختلفة لضبط التنسيق بين المكونات المختلفة للدرع الجوي، أو كما يسمى التغطية متعددة الطبقات.

ودفاعات قصيرة المدى للتعامل مع التوغلات السريعة أو الصواريخ المجنحة أو المسيرات الصغيرة، ورصد مبكر وتحذير للاستعداد والاعتراض في أقل وقت، ومع ذلك مرت الهجمات، دون أن ترصدها تلك القبة الدفاعية الأمريكية.!!!

لا أعتقد أن أسئلة مثل هذه لم تمر على أي متابع للحدث، وتجعله يتساءل عن مصداقية وجدية وفاعلية الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

تلك التساؤلات ذاتها قد طرحت حين وقع هجوم على القوات البحرينية من الحوثيين واستشهد فيه أربعة عسكريين بحرينيين بعد أيام من توقيع البحرين اتفاقية «الأمن والازدهار» مع الولايات المتحدة الأمريكية، و قيل حين ذاك أن الهجوم وقع خارج الأراضي البحرينية فلا ينطبق بند الدفاع على تلك العملية، واكتفينا بالتنديد الأمريكي القوي على تلك الواقعة، إنما الذي حدث في الدوحة مسألة مختلفة تماماً فهل الهجمات الإسرائيلية مستثناة من الاتفاقيات الأمريكية الخليجية؟ وهل الخطر على دول الخليج تُحدد مقداره وخطورته التقديرات الأمريكية، فإن لم ترّ أن الهجمة تشكل خطراً وتهديداً، فإنها ستطفئ أجهزتها وتنام؟

أسئلة مشروعة بعد التعقيدات التي نراها في الآونة الأخيرة وتداخل وتقاطع وتعارض المصالح في منعطفات كانت إلى حد كبير من المسلمات بنتائجها وردات فعلها، لكننا اليوم نعايش حسابات وتحالفات يعاد النظر فيها من جديد.

بعد هجوم الدوحة.. هل تبقى الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأقوى رهناً لنا، ويبقى أمننا رهناً لتقديراتها؟ أم أن «سلة» من الحلفاء هو المقترح البديل؟