لم يكن جسر الملك فهد إلا تتويجاً لعمق العلاقات المتجذرة بين الشقيقتين البحرين والسعودية، فقبل ذلك المشروع كانت العلاقة -ومازالت- مضرباً للمثل في الروابط والوشائج والأواصر سواء بين القيادتين حفظهما الله، وبين الشعبين في الوقت ذاته.
أذكر القصيدة التي تغنّى بها الشاعر والأديب والدبلوماسي الراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، عندما قال بمناسبة افتتاح جسر الملك فهد:
«درب من العشق لا درب من الحجر
هذا الذي طار بالواحات للجزر
ساق الخيام للشطآن فانزلقت عبر
المياه شراعا أبيض الخفر
نسيت أين أنا إن الرياض هنا
مع المنامة مشغولان بالسمر
أم هذه جدة جاءت بأنجمها
أم المحرق زارتنا مع القمر».
كلمات بالفعل عبرت عن حالة التكامل بين الرياض والمنامة، فالحدود والفواصل مجرد خطوط ورسومات رمزية، بينما الواقع هي دولة واحدة بعاصمتين تمثل الجسد والروح في آن واحد.
خلال الأيام القادمة سنشهد مظاهر الاحتفال والاعتزاز باليوم الوطني السعودي بكافة محافظات مملكتنا الحبيبة، فعلى الصعيد الشعبي سترى المجالس الأهلية تتغنّى بعشق الرياض، وسنشهد الاحتفالات الشعبية بمدن وقرى البحرين، وفي مجمعاتنا التجارية ستبدأ الفرق بعزف الألحان والتغنّي بتلك العلاقة المتجذرة، بينما الإعلام الوطني سيقدم التقارير والبرامج التلفزيونية والإذاعية التي تعكس ذلك الحراك الثقافي والأدبي والإعلامي والإنجازات التي تشهدها المملكة العربية السعودية.
إن علاقة التكامل لا تقف على الجوانب السياسية والعسكرية فحسب، بل إن هناك امتداداً أصيلاً يتمثل بالجانب الاقتصادي والسياحي، فالموقع الجغرافي للبلدين الشقيقين ساهم في خلق سوق اقتصادي ضخم، وأرضية خصبة لرجال الأعمال والمستثمرين البحرينيين والسعوديين، وبالتالي شراكة اقتصادية ناجحة وفاعلة ساهمت في رفع الاقتصاد والاستثمار بشكل عام، ناهيك عن نمو الاستثمار السياحي والتيسير والتسهيلات الحدودية، وتشجيع السياحة العائلية، خاصة في ظل ما تشهده المملكة العربية السعودية من تطوير وإنشاء المدن والمرافق السياحية، حيث باتت مدن السعودية وجهة مفضلة لأهالي البحرين، وهو تماماً ما تشهده البحرين من استقبال دائم لأهالي السعودية الكرام عبر مرافقنا السياحية المتجددة.
البحرين تعبّر عن فرحتها باليوم الوطني السعودي، فقلوب أهاليها الكرام تحمل الأفراح والتهاني بهذه المناسبة العزيزة التي تجدها بداخل كل بيت، وفي الأحياء السكنية، والطرق الرئيسية، والمجمعات التجارية، وفي كل مرفق من مرافقنا الرسمية والأهلية، فاليوم الوطني السعودي.. بحريني.