بدون مجاملة أو مبالغة؛ لطالما أبهرني الأشقاء في المملكة العربية السعودية باختيار عناوين متميزة وشعارات جديدة وغير مسبوقة لمناسباتهم الوطنية، والتي تستعيد تاريخ وتراث هذا البلد، بأفكار دائماً ما كانت متطورة وخارج الصندوق.
الإعجاب بالأفكار السعودية تنبع من أنها تغوص في عمق التاريخ، وتستخرج منه أجمل القيم التي عاش وتعايش معها الشعب السعودي على مدى تاريخه الطويل، حتى أنهم حولوا أشياء كثيرة كنا نراها بسيطة وطبيعية إلى ما يمكن أن يسمى «تريند»، اجتاح كل العالم، وسجل الحضور السعودي العريق في مختلف المناسبات العالمية.
ومع احتفالات الأشقاء باليوم الوطني 95؛ فقد تم اختيار عنوان له «عزّنا بطبعنا»، ما يعكس الفخر والاعتزاز بما يميز طباع الشعب السعودي وهويته الوطنية. الطباع السعودية الأصيلة كانت ولا تزال وستبقى قيم ثابتة في هذا الشعب، حيث جبل على الكرم والطموح، والفزعة، والأصالة، والجود، إلى جانب شغفه اللامحدود بالتعلم والتطور، وفق أحدث وأفضل ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا.
واليوم، ونحن نشارك الأشقاء السعوديين، بيومهم الوطني 95، لا بد لنا أن نجدد التأكيد على عمق العلاقة والترابط الذي يجمع شعبي المملكتين، والذي يمتد إلى عمق التاريخ، سواء على مستوى قيادتي البلدين أو الشعبين، وهو ما يمثل النموذج الأكثر بروزاً وتميزاً في العلاقات بين الدول والشعوب.
ولا أدل على قولي من المشاهد التي نراها في شوارع الرياض والمنامة كل عام، سواء في الثالث والعشرين من سبتمبر أو في السادس عشر من ديسمبر، حيث ترفع أعلام البحرين والسعودية، وتمتزج الأغاني والأهازيج الوطنية، فلا تستطيع أن تميز السعودي عن البحريني، فالكل يحتفل ويعبر عن سعادته بكل الطرق والأساليب بهذه الأيام الوطنية المجيدة، والتي يعني الكثير لأبناء البلدين.
السعودية؛ وعلى مدى 95 عاماً، لم تكن تحتفل فقط بالتاريخ والتراث الغني، بل عملت طوال كل تلك السنوات على بناء وطن حديث ومتطور، فانخرط أبناؤه في نهل العلم وبجميع تخصصاته في مختلف دول العالم، ليشكلوا الرافعة الأساسية والحقيقة لما تشهده المملكة اليوم من تقدم وتحضر يمكن أن تلمسه في كل الزوايا والمناحي، حتى أصبحت السعودية النموذج الأميز لتطور وبناء الدول الحديثة، والمرتكزة على رؤية قيادة فذة، وإيمان شعب بوطنه وأرضه وقيادته.
بين البحرين والسعودية قلب واحد وذاكرة لا يمكن أن تنسى، فهما مثل البحر والنخيل، لا يكتمل أحدهما إلا بالآخر؛ شعبان التقيا على المحبة والوفاء، وتوارثا ذات العادات والقيم، حتى صار العيد عيدين والفرح فرحين، وما بين المنامة والرياض يمتد جسر من العاطفة الصادقة، أعظم من أي بناء مادي، يؤكد أن حاضرنا واحد ومستقبلنا واحد، ومصيرنا كذلك واحد لا ينفصم.