إن كفاءة العاملين في مؤسسة ما في أداء الأعمال المكلفين بها بدقة وفاعلية تمثل أحد العوامل الأساسية المحددة لمقدرة هذه المؤسسة على بلوغ أهدافها ودرجة كفاءة العاملين فيها، لا يمكن رفعها وتحسينها ما لم يتم الاعتماد على انتهاج سياسة تطبيق برامج تدريبية مخططة ومصممة بشكل عملي بحيث تتوفر للعاملين فرص متابعة كل التطورات الحاصلة في مجال عملهم، فالمؤسسات بشكل عام تعيش في بيئة مليئة بالتغيرات والتطورات السريعة سواء في المجالات التكنولوجية أو التنظيمية أو المتعلقة بأساليب وبرامج الإنتاج أو غيرها، مما يفرض على إداراتها ضرورة التهيئة المسبقة لكل هذه التطورات وعدم البقاء بمعزل عن أي حالة تطور وتغيير نحو الأفضل. ويعرّف التدريب على أنه «النشاط الفعّال الذي يُسهم في زيادة مهارة الموارد البشرية في أداء أعمالهم لتنفيذ خطط وبرامج العمل الحالية والمستقبلية، وذلك على أُسس علمية وعملية تهدف إلى رفع كفاءة المنظومة وفاعليتها».

إن العنصر الأساسي في تركيبة أي مؤسسة هي القوى البشرية، ويُعتبر العنصر البشري من أهم عناصر القوة لأي تنظيم في العالم، وهو العامل المهم والرئيس في بناء المؤسسات والتي تُعتبر من ركائز بناء الأوطان وتثبيت دعائمه، ولابد لهذه القوة من عنصر قيادي والتي تتمثل بفئة القائد، لذلك لابد من وضع الأُسس والتعليمات لمعالجة شؤونهم وتأهيلهم من أجل مباشرة القيادة وتحمّل المسؤولية الصعبة والتي تتطلب مهارات خاصة سواءً أكانت شخصية أو إدارية.

إنه ليس من الممكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا السباق الكبير في ميدان تطوير العاملين والذي يشهده العصر الحالي، ولأن هذا التطوير لابد له من وجود عنصر بشري يدفع بعجلته إلى الأمام، فإنه تبرز الحاجة إلى وجود عاملين مهرة، وعلى درجة عالية من الكفاءة والمقدرة يستطيعون التعايش مع العصر، ومواكبة تطوراته، لذلك فقد اعتمدت مختلف المؤسسات الحكومية منها والخاصة عدة أنظمة لتأهيل عامليها.

بلاشك إن التقييم في عموم المؤسسات ليس هدفاً بحد ذاته وإنما هو وسيلة للتوصل إلى المعرفة، وإذا تدنت درجات التقييم أثناء مسيرته الوظيفية، فقد يتم العمل على إنهاء خدمته إن كان المستوى دون المطلوب، ويعتبر التقييم هو المرآة العاكسة لمستوى العاملين وكفاءتهم في عملهم مع معرفة القدرات الكامنة فيهم، ولهذا كانت الحاجة لتقييم العاملين للوصول بهم إلى أفضل المستويات وتحسين مسارهم باستمرار، كما أن مفهوم التقييم بشكل عام هو الحصول على حقائق وبيانات محددة تساعد على معرفة وتقييم أداء الموظف لعمله ومعرفة مسلكه خلال فترة زمنية محددة وتقدير كفاءته الوظيفية والمهنية للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقه سواءً الحالية أو المستقبلية.

إن عملية اتخاذ القرار لابد أن تعتمد على قيادة تتوفر فيها مهارات متميزة قادرة على الإبداع والخلق والمرونة، ولأهمية القيادة والقادة فقد أخذت معظم دول العالم تركز على هذه النقطة وتؤهل القادة تأهيلاً مستمراً للوصول بهم إلى ما تبغيه وتطلبه، وقد سعت الحكومات إلى وضع أنظمة خاصة لتأهيل وتدريب العاملين تهدف من خلاله إلى الوصول بالموظف لدرجة الاحتراف والتميّز.