تُواصل مملكة البحرين السير على طريق مختلف، طريقٍ تؤمن فيه أن الحوار هو الوسيلة الأنجع لبناء الأمن، وأن السلام ليس خياراً مؤقتاً، بل التزاماً راسخاً يتجاوز التقلبات السياسية.

مشاركة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في قمة شرم الشيخ للسلام، تأتي استكمالاً لدور بحريني مستمر في دعم الجهود الرامية إلى إنهاء النزاعات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

اللافت في الموقف البحريني، كما تعكسه خطابات ومبادرات جلالة الملك، هو إصراره على وضع الإنسان في قلب المعادلة. السلام، في هذه الرؤية، ليس مجرد أداة دبلوماسية، بل هو قيمة أخلاقية وإنسانية، هدفها حماية الكرامة الإنسانية وصون حق الشعوب في العيش بأمان. ومن هذا المنطلق، تُشارك البحرين في مبادرات دولية تسعى للتهدئة، لا انطلاقاً من الحياد، بل من قناعة بأن بناء السلام واجب دولي ومسؤولية مشتركة.

منذ عقود، لم تُغيّر البحرين موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية العادلة. في كل محفل، تؤكد القيادة البحرينية أن تحقيق السلام الحقيقي في المنطقة يمرّ عبر إنهاء الاحتلال، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الموقف يتجاوز الشعارات، ليعبّر عن التزام أخلاقي لا ينفصل عن المبادئ الأساسية للعدالة الدولية.

البحرين تملك تأثيراً معنوياً كبيراً في المحافل الدولية، بفضل دبلوماسيتها التي تعتمد الحكمة والتوازن. لا تكتفي المملكة بإعلان مواقف، بل تدعمها بمبادرات عملية، سواء من خلال الوساطات، أو عبر دعم برامج إنسانية في مناطق النزاع. هذه السياسة العاقلة أعطت البحرين مكانة متقدمة كصوت معتدل وموثوق في عالم يفتقر إلى الثقة.

إن ما يميّز البحرين حقاً، هو ثباتها على قيمها في زمن تزداد فيه التقلبات. لا تبحث المملكة عن أدوار إعلامية أو لحظية، بل تُواصل أداء رسالتها المستمرة في الدفاع عن السلم، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، وإدانة كل أشكال العنف.

تبقى البحرين صوتاً مختلفاً، صوتاً لا يعلو إلا ليُطالب بالسلام، ولا يهدأ إلا احتراماً للحوار.