تتجلّى رؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حول الشباب عبر المبادرات التي تُعتبر نقلة نوعية في سياسة التوظيف الوطني، وأنا برأيي أن هذه المبادرة لا تقاس بعدد الوظائف فقط، بل تدلّ على آلية تفكير جديدة دخلت العمل الحكومي معتمدة على التنويع والاختيار، وحولت الحلول الآنية إلى حلول مستدامة أبرزت فكراً قيادياً يتمّ غرسه اليوم ليجني الوطن وأبناؤه ثمار هذا الفكر في المستقبل.
إن التحوّل من مسار الهم الوظيفي والخوف من المستقبل إلى مسار يقود إلى مرحلة المفاضلة والاختيار، يؤكد أننا في الطريق الصحيح وفي الاتجاه الصائب نحو ذلك المستقبل المشرق لأبنائنا وأبناء الأجيال القادمة، فالحلول الترقيعية لا تجدي نفعاً وإن رافقتها حملات إعلامية مكثفة، والحلول المستدامة هي التي تصنع الفرق وتبني جسور الثقة وتحقق الاستقرار المجتمعي، وكل ذلك مرهون بتفاعل القطاع الخاص، هذا القطاع الذي نعول عليه كثيراً في خلق فرص عمل واعدة للشباب من الجنسين، ولقد أثلج صدورنا تفاعل هذا القطاع مع توجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتي أثمرت عما يفوق الألف وظيفة في أول يومين من إطلاق هذه المبادرة والعدد في ازدياد.
إن أبعاد هذه المبادرة ستطال الجانب النفسي لأولياء الأمر وأبنائهم على حد سواء لما لها من أثر إيجابي في الاستقرار المجتمعي التي تعتبر ركيزة أساسية، كونها تأكيداً على تبنّي الكفاءات الوطنية مما سيزيد من فرص التطور المهني عبر الدورات التدريبية والدراسات المتقدمة التي سيتنافس عليها الشباب عبر العديد من التخصّصات التي سيوفرها القطاع الخاص.
إن هذه المبادرة تُعتبر وجهاً من وجوه مسار رؤية البحرين الاقتصادية التي جعلت من الاستدامة هدفاً ووسيلة، ومن توفير الوظائف بمختلف قطاعات الدولة سواء أكانت عامة أو خاصة، سياسة وطنية تقودها إرادة واضحة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مبنية على رعاية حانية منبعها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم.
إننا أمام مستقبل مشرق سيثمر جيلاً وطنياً منتجاً ومؤمناً بقدراته ويخطو على أرضية ثابتة وقوية أساسها قيادة تفكر في المستقبل عبر تمكين الحاضر، هذه القيادة التي تمثل قرارتها صناعة الفارق في مسيرة الأوطان.