تكلّلت الجهود الصادقة لقادة الدول العربية والإسلامية بانعقاد قمة السلام في مدينة شرم الشيخ المصرية والتي وضعت نهاية للحرب الدموية التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني على مدار عامين، وذلك بحضور العديد من قيادات الدول العربية والإسلامية والرئيس الأمريكي «دونالد ترامب». وتمّ توقيع الاتفاق في مرحلته الأولى التي تتعلق بتبادل تسليم الرهائن والأسرى من الجانبين، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود متفق عليها، والتمهيد للخطوات اللاحقة التي تؤسس لمرحلة جديدة في قطاع غزة على مستوى الإدارة والأمن وإعادة الإعمار، أملاً في خطوات أكبر لتطبيق حل الدولتين وبناء سلام عادل في المنطقة يضمن وجود دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، وهو حقٌّ ثابت تدعمه المواثيق الدولية والقانون الدولي.
ولطالما كانت مملكة البحرين داعمة ومساندة لهذا الحق المشروع للشعب الفلسطيني، وساندت المملكة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الجهود العربية والإسلامية والدولية التي ترمي إلى تحقيق ذلك، ولم يتوانَ جلالته في تلبية الدعوة ليكون إلى جوار الأشقاء والأصدقاء في القمّة لدعم نجاحها، فقد شهد العالم حالة من الحراك غير العادي على مستوى الرأي العام، وعلى مستوى البرلمانات العالمية لمساندة حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وتقرير مصيره ورفض الممارسات الوحشية التي تمارس عليه من إبادة وتجويع وتهجير قسري، ووصل هذا الزخم إلى أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي شهدت موجة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قِبل العديد من الدول الغربية.
فلطالما كانت الدول العربية متطلعة للسلام ولم تلجأ للحرب أو العدوان، وتمسّكت بخيار السلام كتوجه استراتيجي وفق المبادرة العربية للسلام عام 2002، فالسلام المبني على أُسس صحيحة ودعائم قوية يعزّز التعاون بين الشعوب، ويُساهم في تحقيق خطط التنمية والازدهار، ويقلّل من فرص وجود العنف والإرهاب، ونأمل من الرئيس «ترامب» أن يستمر في دعم الاتفاق وتطبيقه وكذلك قادة الدول الغربية ودعم الجهود العربية والإسلامية لإتمامه حتى تنعم المنطقة بالاستقرار.