في كل مشاركات البحرين في المحافل الدولية يتكرر مشهد واحد؛ حضور مشرّف يليق بتاريخ هذا البلد العريق، وتقدير مستحق لكوادرها الوطنية التي أثبتت أن أهمية الدول لا تقاس بمساحتها، بل بعطاء أبنائها وكفاءتهم.
ومؤخراً؛ جاء انتخاب المهندس محمد إبراهيم السيسي البوعينين، الأمين العام لمجلس النواب، عضواً في اللجنة التنفيذية لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية، ليمثل استحقاقاً برلمانياً عالمياً جديداً يضاف إلى سجل البحرين المشرق في المحافل التشريعية والبرلمانية الدولية.
ولاشك بأن هذا الإنجاز يعكس ثقة المجتمع البرلماني الدولي في المسيرة البحرينية، والتي أثبتت خلال عقدين من الزمان نضجها واستقرارها، وقدرتها على ممارسة دورها في ترسيخ مفاهيم العمل البرلماني الحديث القائم على الشفافية والمشاركة الفاعلة، حيث نجحت البحرين في بناء مؤسسة تشريعية تحظى بالاحترام الدولي، وتُعد اليوم نموذجاً يحتذى به في التوازن بين السلطات والتعاون البناء في إدارة الشأن العام، لذلك فليس مستغرباً أن يكون أحد أبناء هذه المؤسسة ضمن النخبة الدولية التي تُسهم في تطوير العمل البرلماني العالمي.
إن انتخاب المهندس البوعينين يمثّل تتويجاً لمسيرة من الاجتهاد والكفاءة والخبرة الإدارية والبرلمانية التي أهلته لنيل هذه الثقة الدولية، كما يعكس أيضاً صورة الكوادر البحرينية التي أصبحت عنواناً للتفوق في كل مجال، فكما برع البحرينيون في الطب والتعليم والدبلوماسية والابتكار، فها هم اليوم يسجلون حضورهم الفاعل في إدارة العمل البرلماني على مستوى العالم، في تأكيد جديد على أن الإنسان البحريني هو الثروة الحقيقية للوطن.
ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح دون الإشارة إلى الرعاية الملكية السامية لجلالة الملك المعظم، والتي تشكّل الدافع الأكبر لتمكين الكفاءات البحرينية وتزويدها بكل مقومات النجاح، إلى جانب الدعم المتواصل من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي أَولى الشباب البحريني والكوادر الوطنية ثقةً لا حدود لها، وجعل من التميّز معياراً لا استثناء فيه.
لقد أصبحت البحرين اليوم من الدول الفاعلة في المشهد البرلماني الدولي، من خلال المشاركة والإسهام في صياغة الرؤى والتوجّهات التي تخدم العمل التشريعي العالمي، وتعزّز الحوار البرلماني بين الدول، ومن خلال هذا المنصب الرفيع، تواصل المملكة تأكيد مكانتها على الخارطة السياسية الدولية، وتثبت أن الرؤية التي وضعها جلالة الملك المعظم منذ انطلاق المسيرة التنموية لم تكن مجرد شعارات، بل مشروع دولة حديثة تؤمن بالإنسان وقدرته على تمثيل وطنه بأمانة وكفاءة.
استحقاق وطني يتجاوز المنصب في رمزيته، ويؤكد أن البحرين، بقيادتها وطاقاتها الوطنية، ماضية في طريقها بثقة نحو المستقبل، لتقول للعالم مجدداً؛ هنا وطن صغير في حجمه، عظيم في إنجازه، لا يعرف المستحيل حين تعلق الأمر بالبحرين ورفعتها.