هناك الكثير من الجهد والعمل الدؤوب الذي يُبذل في قطاعاتنا وأجهزتنا الحكومية، وينجزه أبناء وبنات البحرين بكل حماسٍ وإخلاصٍ ورغبةٍ صادقة في التطوير والإنجاز.

وفي الواقع، تتحقق إنجازات كثيرة ومشاريع ذكية، وتتحسن خدمات متعددة، ويُعزَّز الجانب الإنساني في العمل من منطلق قيمنا ومبادئنا الأصيلة.

لكن للأسف، تبقى هذه الجهود بعيدة عن معرفة رجل الشارع البسيط، سواء كان مواطناً أو مقيماً، لأنها لا تُسوَّق أو تُبرز كما ينبغي.

قد يرى البعض أن إبراز هذه الجهود نوع من المبالغة أو الاستعراض، بحجة أن ما يُنجز هو جزء من واجبنا الوظيفي ومسؤولياتنا.

غير أن الحقيقة أن تسليط الضوء على قصص النجاح لا يُعدّ ترفاً أو ترويجاً شخصياً، بل هو ركيزة تطويرية مهمة في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، المشروع الذي يحرص على التطوير والتحديث والبناء نحو الأفضل، وهي أيضاً سياسة تترجمها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

إبراز الجهود التي تفضي إلى تحقيق الأهداف الوطنية لا يهدف فقط إلى الاحتفاء بالمنجزين، بل إلى نشر العدوى الإيجابية في المجتمع، وإشاعة ثقافة العمل والبناء والإنجاز.

كما أن توثيق قصص النجاح يسهم في حفظ إرث مهني مشرّف، يُحفّز غيره ويُرسّخ قيم التطوير والاجتهاد في مؤسساتنا. وهو أيضاً وسيلة ذكية لتقدير الكفاءات المبدعة وتشجيعها على المزيد من العطاء.

هناك العديد من المشاريع والجهود التي تُبذل بإخلاص داخل مؤسساتنا الحكومية، لكنها لا تصل إلى الناس كما تستحق.

ولو أنها حظيت بالاهتمام والتغطية المناسبة، لأسهمت في تعزيز الفخر الوطني، ولغرسَت في النفوس الإيمان بأن أبناء البحرين يعملون بجد ويبدعون في خدمة وطنهم. كثيٌر من إنجازاتنا لا تزال «خجولة“ من ناحية الإبراز والنشر.

ونحن لا ندعو هنا إلى التفاخر أو الغرور، بل إلى الاحتفاء الحقيقي بالنجاح، خصوصاً عندما يكون في خدمة الوطن والإنسان، ويُجسّد قيمنا ومبادئنا الأصيلة.

عندما نرى مجتمعاً يسعى أفراده إلى النجاح والتميز في خدمة وطنهم، لا بد أن نشعر بالفخر والاعتزاز، ونغرس في الأجيال القادمة روح العطاء والانتماء، ليواصلوا مسيرة البناء بخطى واثقة.

لدينا مجتمع يعمل، وطاقات مشرّفة، وإنجازات متحققة، ومن حقنا أن نفخر بها جميعاً؛ لأنها تصب أولاً وأخيراً في خدمة البحرين الغالية.