غازي الغريري

في ظل الظروف البالغة الحساسية التي تمر بها المنطقة والتي تغلي على صفيح ساخن من الأحداث السياسية والعسكرية، تبرز قمة حوار المنامة التي تنعقد اليوم (الجمعة) وعلى مدى ثلاثة أيام كإحدى أهم المنصات الدولية للحوار البناء وتبادل الرؤى حول مستقبل الأمن الإقليمي والدولي، حيث يأتي انعقاد المنتدى هذا العام في توقيت بالغ الدقة، إذ يشهد العالم تحولات متسارعة وتتصاعد التحديات في مناطق عدة مما يجعل الحوار ضرورة للخروج من هذه الأزمات التي تعصف بالمنطقة برمتها ليحل مكانها السلام والأمن والاستقرار.

لقد رسخت مملكة البحرين موقعها كعاصمة للحوار والسلام، من خلال استضافتها الدائمة لهذا الحدث الدولي الذي يجمع صناع القرار والخبراء وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم، وهذه الاستضافة المتواصلة ليست مجرد تنظيمٍ لحدث سنوي بل تعبير عن رؤية بحرينية راسخة تؤمن بأن السلام يبدأ بالكلمة، وهذه هي رسالة البحرين وقيادتها التي تضع السلام والاستقرار نصب عينها وأن التفاهم هو السبيل الأنجع والوحيد لتجنيب الشعوب ويلات الصراع.

إن قمة هذا العام تكتسب أهمية مضاعفة، إذ تأتي وسط واقع إقليمي متقلب وتحديات أمنية واقتصادية متنامية، ما يجعل من منصة «حوار المنامة» فرصة ثمينة لتقريب وجهات النظر وصياغة رؤى مشتركة نحو مستقبل أكثر استقراراً، كما أن المشاركة الواسعة من قادة الدول والمؤسسات الدولية تعكس ثقة المجتمع الدولي في دور البحرين المتوازن في القضايا الإقليمية والدولية.

وفي ظل ما يشهده العالم من اضطرابات سياسية وأزمات إنسانية، فإن ما تقدمه مملكة البحرين من نموذج في إدارة الحوار، واحتضانها للقاءات الفكرية والسياسية المفتوحة، يجسد النهج الحكيم الذي أرساه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، في جعل البحرين واحة للتعايش والتفاهم الإنساني.

همسةالبحرين، باستضافتها السنوية لحوار المنامة تؤكد أنها واحة الأمن والأمان وملتقى لتقريب وجهات النظر وصولاً إلى سلام عادل وشامل للعالم أجمع.