تعتبر الحديقة المنزلية مصدراً للسعادة والراحة النفسية لأفراد الأسرة خاصة في فترة الأجواء المعتدلة، والتي تصل إلى حوالي ستة أشهر من السنة تقريباً، فالحديقة المنزلية تتضمن مساحة للجلسات والاستراحة في الخارج، وقد تحتوي على مساحة للعب الأطفال والحركة وممارسة الرياضة، كما تحتوي على مساحة للزراعة، ويختلف الهدف من وجود حديقة منزلية من أسرة إلى أخرى، فالبعض يرى أنها واجهة جمالية للمنزل، فيعطي انطباعاً جميلاً عن المنزل، والبعض يعتبرها مكاناً خاصاً للترفيه لأفراد الأسرة، حين إن البعض يراها مساحة جيدة لزراعة نباتات تنتج مواد غذائية يعتمد عليها أفراد الأسرة في غذائهم، فيزرعون أشجار الفواكه كشجرة المانجو، وشجر اللوز، وشجرة الليمون، بالإضافة إلى الخضروات المنزلية الموسمية كالبقدونس والنعناع والطماطم وغيرها.
ولكن نجد أن بعض العائلات تستغل المساحة الأمامية للمنزل لتحولها لمجرد مجلس خارجي، حيث يوفرون أثاث الحدائق، كمقاعد الحدائق والجلسات المختلفة، والمرجحة الكبيرة، والمظلات، وزاوية لمعدات للشواء، وأفران خارجية للخبز، بل إن البعض ليبالغ فلا تجد أثراً للنبات في هذه المساحة، فتفرش الأرض بالحشيش الصناعي، وتزين هذه المساحة بالنباتات الصناعية، فتتحول المساحة المخصصة للحديقة المنزلية إلى مجلس خارجي تتجمع فيه أفراد الأسرة والأصدقاء في الهواء الطلق، فتفقد هذه المساحة هويتها، وتلجأ بعض الأسر إلى هذا الأسلوب لسهولة إضفاء الجانب الجمالي على مدخل المنزل، فتحويل الحديقة الأمامية لمجلس خارجي أقل كلفة مالية من زراعتها، كما أنها لا تتطلب جهداً في الرعاية والمتابعة مثل: ري المزروعات، وتنظيفها وتقليمها وتغذيتها، بل وحتى قطف الثمار وجني المزروعات.
لذا، فعلى الأسرة استغلال المساحة الأمامية بشكل إيجابي لتكون حديقة منزلية منسقة تتضمن نباتات جمالية، ونباتات تشكل مصدراً للغذاء، والأهم زرع الأشجار الكثيفة لتكون مصداً للعواصف والغبار، وأن تعتبر زراعة الحديقة ورعايتها مصدراً للسعادة فكل فرد من أفراد الأسر يزرع النبتة التي يحبها ويرعاها ويتباهى بإنتاجها، وما أجمل أن نتنج الأسرة الشتلات التي يمكن إهداؤها للأهل والأصدقاء ليزرعوها في حدائقهم المنزلية، فتبادل الشتلات يترك أثراً في النفس، وتظل هذه الشتلة ذكرى جميلة لوقت طويل، ولا تنسوا أن زراعة الحديقة المنزلية تستقطب الطيور التي تأكل من نباتات الحديقة لتكون مصدراً للأجر والثواب.
فاجعلوا من مداخل منازلكم حدائق لا مجالس خارجية.. ودمتم سالمين.