سطّرت مملكة البحرين صفحة جديدة في سجل نجاحاتها المتنامي، بإتمامها دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب بتنظيمٍ متميّز، يعكس قدراتها العالية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، حتى في ظل التحديات الزمنية واللوجستية.
هذا الحدث أظهرت فيه البحرين مدى التزامها ودقتها في التخطيط والتنفيذ. ورغم ضيق الوقت، أثبت أبناء البحرين أن العمل بروح الفريق يمكن أن يتجاوز أي عقبة.
فقد تولّت الكوادر الوطنية مسؤولية التنظيم بكفاءة لافتة، أكدت من خلالها أن النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج، بل أيضاً بكيفية الوصول إليها. لقد أظهر الشباب البحريني أن التميّز نابع من الإيمان بالقدرة على الإنجاز، لا من توفر الموارد فقط.
ولا يمكن الحديث عن هذا النجاح دون الإشارة إلى الدعم اللامحدود من القيادة، وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملكنا المعظم حفظه الله ورعاه، الذي آمن دائماً بأن الرياضة ركيزة أساسية في بناء الإنسان وتنمية مهاراته. هذا الإيمان تُرجم إلى دعم مباشر ورؤية استراتيجية واضحة عززت من مكانة الرياضة البحرينية.
لقد شهد القطاع الرياضي في البحرين تطوراً نوعياً خلال السنوات الأخيرة، تجلّى في ازدياد عدد المنشآت الرياضية، وارتفاع مستويات الأداء لدى الرياضيين البحرينيين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذا التقدم لم يكن ليحدث لولا الرؤية الثاقبة والدعم المتواصل من «الرياضي الأول» جلالة الملك المعظم، الذي يرى في الرياضة وسيلة لصقل الشخصية، وتعزيز الانتماء الوطني، وبناء جيل قادر على تمثيل المملكة بفخر وكفاءة.
فحب جلالته للرياضة، وحرصه على تمكين الشباب وتوفير البيئة المثالية لهم، شكّلا ركيزة أساسية في رسم خارطة النجاح الرياضي البحريني، ليس فقط في إطار المنافسة، بل أيضاً في بناء منظومة متكاملة ترسّخ مكانة البحرين كمركز رياضي إقليمي بارز.
كما كان لحضور سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، دور محوري في نجاح البطولة.
فقد اتسمت إدارته بالحكمة والمتابعة الدقيقة، وأسهمت توجيهاته في تحقيق أعلى درجات التنظيم والانضباط. تواجده المستمر ومتابعته الحثيثة زرعت الثقة في النفوس، ورسخت مفهوم القيادة الحقيقية القائمة على القدوة والعمل الميداني.
لاعبونا المميزون، كانوا على الموعد، ونجحوا في تحويل شعار الدورة «جيل الذهب» إلى إنجاز واقعي. أحرز اللاعبون 13 ميدالية متنوعة، بينها خمس ذهبيات، مما أكد على جاهزية البحرين للمنافسة قارّياً، ليس فقط في استضافة البطولات بل أيضاً في حصد نتائج مشرّفة.
هذا الحدث كان رسالة للعالم بأن البحرين تملك الإمكانيات والعقول والطموح لاستضافة أرقى الفعاليات بمعايير عالية، وأن شبابها هم الاستثمار الحقيقي لمستقبلها.
لقد كان الإنجاز شاهداً جديداً على أن الإصرار البحريني لا يعرف المستحيل، وأن كل تحدٍّ هو فرصة جديدة للتميز.
مبروك لبلادنا الغالية، والتطلّع لنجاحات قادمة ودائمة بإذن الله.