على مدار نحو أسبوع، استطاعت مملكة البحرين أن تُبهر العالم، وأن تحقّق الإنجازات على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات، من خلال حُسن التنظيم والاستضافة لكبريات الفعاليات والمنتديات الإقليمية والدولية، سواء في الرياضة، أو السياسة والأمن، أو الاقتصاد، في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة حكيمة وحثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وفي مجال الرياضة، حققت مملكة البحرين نجاحاً باهراً خلال استضافة وتنظيم النسخة الثالثة لدورة الألعاب الآسيوية للشباب، والتي أُقيمت خلال الفترة من 22 حتى 31 أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 45 دولة آسيوية، حيث استطاعت أن تُنجز كل ما يمكن أن تحتاجه مثل تلك الاستحقاقات القارية والعالمية في أشهُر معدودات، بينما تستغرق مثل تلك الاستعدادات نحو سنوات بالنسبة إلى القدرات اللوجيستية لدول أخرى، حيث كان ذلك تتويجاً لجهود الكوادر الوطنية المتميّزة في «فريق البحرين» والتي لعبت دوراً محورياً في ضمان التنظيم الاستثنائي بالإضافة إلى التجهيزات اللوجستية المتميّزة، بما يعكس الرؤية الوطنية الطموحة في ترسيخ مكانة البحرين على المستوى الآسيوي ومن ثَمَّ العالمي.
وفيما يتعلّق بالمجال الأمني والسياسي، جاء التنظيم المتميّز للمنتدى الحادي والعشرين للأمن الإقليمي «حوار المنامة 2025» ليبرهن ما تتمتع به البحرين من إمكانيات وقدرات استطاعت من خلالها أن تنظّم قمّة الأمن الإقليمي المهمة على مدار أكثر من عقدين، خاصة وأن المنتدى سنوياً يشهد مناقشة أبرز القضايا والأفكار المتعلقة بالأمن الإقليمي والدولي، بمشاركة رفيعة المستوى من قادة وسياسيين وخبراء ومفكرين وصُنّاع القرار.
ولقد شهد المنتدى هذا العام مناقشة مجموعة من القضايا الجوهرية، لعلّ أبرزها «مستقبل حوكمة الأمن العالمي»، و»مفهوم الأمن في ظل التحوّلات العالمية المتسارعة»، و»دور الذكاء الاصطناعي والطاقة والاقتصاد الأخضر في صياغة مستقبل الأمن والسلام العالمي»، وكذلك مناقشة «الأمن القومي والطاقة: المقاربة الأمريكية»، والعلاقة الوثيقة بين أمن الطاقة والأمن القومي، وتحقيق التوازن المستدام بين متطلبات الأمن والتنمية.
وكان الخليج حاضراً في جلسات المنتدى من خلال عنوان «تأمين الخليج: الدبلوماسية والاقتصاد والدفاع»، حيث شهدت النقاشات الدور الاستراتيجي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي، وتكريس مفهوم الازدهار المشترك بوصفه أساساً للسلام، بالإضافة إلى دور مملكة البحرين الفاعل في حفظ الأمن والاستقرار خليجياً وإقليمياً وعربياً وعالمياً.
وقد وأعلن المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الدكتور باستيان غيغريتش أن نسخة «حوار المنامة 2025»، استقطبت أكثر من 700 مشارك من 65 دولة، بينهم 27 من القادة الشباب، وعقدت 103 اجتماعات ثنائية، وحظيت فعالياتها بمتابعة تجاوزت 7 ملايين شخص عبر الإنترنت.
وعلى المستوى الاقتصادي، نجحت المملكة في تنظيم أعمال النسخة الثالثة من منتدى بوابة الخليج 2025، والذي يأتي بتنظيم من مجلس التنمية الاقتصادية، بمشاركة أكثر من 200 من صُنّاع القرار من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، حيث إنه بحسب البيانات الرسمية، ومنذ تنظيم النسخة الأولى من بوابة الخليج عام 2018، نجحت المملكة في جذب أكثر من 17 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فيما من المرتقب أن يتمّ الإعلان عن 61 إعلاناً و33 اتفاقية لمشاريع جديدة، بقيمة إجمالية تبلغ نحو 17 مليار دولار.
إن نجاح البحرين في تنظيم كبريات الفعاليات والمنتديات الإقليمية والدولية في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة، يؤكد أن المملكة تحظى بثقة العالم، وأنها أيقونة الأمن والأمان والاستقرار، بفضل القيادة الرشيدة الحكيمة، ومن ثَمَّ بجهود الكوادر الوطنية المتميّزة التي تبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة مكانة مملكة البحرين.