واقع حقيقي يرى رؤية الشمس في عز الظهيرة بأن المنطقة العربية تعيش مرحلة ما بعد انتهاء النفوذ الإيراني فيها، فالاتفاق الدولي من شرقه ومن غربه، من أمريكا إلى أوروبا إلى روسيا إلى الصين، فلا داعم دولياً لإيران.
من يحاول تبييض صفحتها فهو يحاول أن يحفظ لها ماء وجهها فقط لا أكثر ولا أقل، هي تعامل الآن معاملة المضطر إلى الانسحاب مخذولاً.
إيران مشغولة بالداخل الإيراني الآن، وما يعنينا في هذه المرحلة أن نساعد (أيتامها) في منطقتنا وندعوهم أن يفتحوا أعينهم، فالملعب خالٍ من المتفرجين والمباراة انتهت وهم مازالوا يلعبون بعد صفارة الحكم معلناً إنهاء المباراة! فالدعم المعنوي الذي يقدمه هؤلاء لإيران في هذه المرحلة يشبه من مازال مصرّاً على استمرار لعبه والملعب خالٍ.
فوكلاء إيران في دولنا العربية الذين تمتعوا بنفوذ مردّه «السلاح الإيراني» لعقود، مازالوا يظنون أن المباراة مستمرة ويرفضون أن يعيدوا الكرة ويطفئوا الأنوار، يرفضون أن يسلّموا ما تبقّى من سلاح.
إذ حتى لو احتفظوا بما تبقّى لديهم فإن المستقبل لن يكون كما كان الوضع عليه في الماضي، الدعم الإيراني الذي كان مستمراً ومتواصلاً تحت سمع ونظر العالم لن يكون كالسابق، عمليات التهريب ستكون صعبة، بل الأكثر من ذلك إيران نفسها مشغولة الآن بنفسها بشكل غير مسبوق في تاريخ هذا النظام الذي تعرّض لضربات في عمق أراضيه للمرة الأولى، لذلك عليهم أن ينظروا إلى وضعهم في السنوات القادمة، مثلاً كيف سيكون في حال تأخروا في التسليم بالواقع الجديد؟
الدولة الوطنية أصبحت هي الواقع الجديد الذي دخل حيّز التنفيذ بدعم وإجماع دولي، وما مماطلاتهم إلا إضاعة وقت لهم قبل غيرهم، في حين أنه بإمكانهم أن يستغلوه للّحاق بركبها والانخراط فيها.
الإجماع الدولي والإقليمي تم، والاتفاق على عدم استمرار هذا الوضع حتى لو اضطر الأمر لمواجهة إيران ذاتها أصبح مشروعاً دولياً، وهذا الخيار هو الآخر مطروح على طاولة البحث لمرحلة ما بعد النفوذ الإيراني.
فما بال من مازال نائماً أو واهماً أو معتقداً أن دعمه المتواصل لإيران لن يكشف موقفه من الدولة؟
إذا كانت الدولة العربية أرحم منك على نفسك بمنحك جميع تلك الفرص كي تفتح عينك وترى الواقع الحالي ومتغيراته وتستشرف المستقبل الواعد الجديد الذي ينتظرك وينتظر أبناءك في حال آمنت بها وبهويتها وبالانتماء لها، وأن تقتنع بالانفصال الروحي والمادي والمعنوي عن إيران هو المستقبل، فما بالك مصراً على استمرارك في غيك؟
الحسبة الجديدة هي اللحاق بالدولة الوطنية خاصة وهي لم تغلق الباب في وجهك، هذا إذا كنت تفكر بمستقبلك.