مع تسارع فيه التحولات وتزاحم التحديات أمام الأجيال الجديدة، يظل الاهتمام والعناية بالشباب هو الرهان الأصدق على مستقبل البشرية، ومن هذا المنطلق الإنساني والرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد

بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، انطلقت جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي باتت اليوم علامة مضيئة في سجل المبادرات العالمية الداعمة لإبداع الشباب، ومثالاً على قدرة البحرين على إلهام العالم.

النسخة الخامسة من الجائزة، التي استقطبت أكثر من 8200 مشاركة من أكثر من 100 دولة حول العالم، تمثّل تعبيراً صادقاً عن التأثير المتنامي للجائزة على الساحة العالمية، وعن الإيمان العميق بأن الشباب، في كل بقاع الأرض، قادرون على صناعة التغيير إذا أتيحت لهم الفرص.

ولا شك أن اهتمام جلالة الملك المعظم بالشباب يمثل رؤية متجذرة بأن الشباب هم أمل الغد وصناع المستقبل، وأن بناء مستقبل مشرق للبشرية يبدأ من تمكينهم، وتوفير البيئة التي تتيح لهم إطلاق طاقاتهم، هذا الإيمان انطلق من البحرين إلى العالم ليصبح عنواناً لمسيرة إنسانية تنشر روح العطاء والتعاون بين الأمم.

تتميز الجائزة بفئاتها التي تجسّد فلسفة شمولية نحو التنمية المستدامة، حيث تُعنى «جائزة الشعوب» بمكافحة الفقر والجوع بكل أشكاله. أما «جائزة الازدهار» فتركز على ضمان حياة مزدهرة ومنسجمة مع الطبيعة، في حين تدعو «جائزة الكوكب» إلى حماية موارد الأرض وصون المناخ للأجيال القادمة، وتُتوّج هذه الفئات بـ«جائزة السلام» التي تُعنى بتعزيز المجتمعات السلمية والعادلة والشاملة.

هذه المحاور الأربعة تعبّر عن وعي إنساني يربط بين التقدم والضمير، بين الطموح والمسؤولية، بين التنمية والحفاظ على القيم، وفي جوهرها امتداد لثقافة المجتمع البحريني المتجذرة في القيم الدينية والعروبية والإنسانية، التي تدعو إلى التكاتف والتعاون، وتحتفي بالتنوع والاختلاف كمنطلقٍ للتكامل لا للصراع. لقد أصبحت الجائزة كجسر حضاري يربط بين شباب العالم من مختلف اللغات والثقافات، على أرضية مشتركة من الأمل والإبداع، حيث إن الفائزين في النسخ السابقة جاؤوا من جميع القارات، ليؤكدوا أن روح العطاء لا تعرف الحدود، وأن البحرين قدمت نموذجاً عالمياً وأثراً واسعاً في وجدان العالم.

إن جائزة الملك حمد لتمكين الشباب تمثل رسالة حضارية من البحرين إلى العالم؛ مفادها أن بناء المستقبل لا يكون بالموارد فقط، بل بالإيمان بالإنسان، وبالاستثمار في طاقاته، وبغرس قيم الخير والسلام في نفوس الجيل الجديد.

وفي كل نسخة جديدة تتجدد روح البحرين، التي علمت العالم أن الانفتاح والتسامح والإنسانية هي مفاتيح النهضة الحقيقية، فحين يحمل الشباب اسم جلالة الملك حمد على مبادراتهم، فإنهم يحملون رسالة أمل للعالم بأن المستقبل يمكن أن يُصاغ بأيديهم، وأن الخير حين يبدأ من البحرين، فإن صداه يمتد إلى كل بقاع الأرض.