بدايةً نشكر الأصوات البحرينية الوطنية الحُرة الجريئة التي ارتفع صوتها في السنوات الأخيرة، وبالأخص في الشهر الأخير، والتي تدعو إلى عدم الانزلاق وتكرار الأخطاء السابقة، وتدعو الشباب إلى المراجعات الفكرية وعدم الانسياق للشعارات.

نشكر الأصوات البحرينية التي تخاطب الشباب لتساعدهم على الانخراط بالانتماء للدولة واستغلال الفرص العديدة المتاحة أمامهم بلا تمييز، من دراسة، ومن عمل، وممارسة أي نشاط تجاري يرغبون فيه، وجميعها فرص مُتاحة أمام الشباب البحريني بلا تمييز.

الدولة فتحت ذراعها للجميع، وإن قصّرت فهي تُقصّر تجاه الجميع دون تمييز، فليس هناك في البحرين ما يُسمى «اضطهاداً» لأي إنسان بسبب معتقداته الدينية، بل بالعكس، البحرين لشدة انفتاحها على الحريات الدينية تُلام من قِبل فئات متشددة، إنما هذا هو نهج البحرين، الدولة فيها مظلّة حامية لجميع المعتقدات الدينية.

الدولة فتحت ذراعها دون تمييز، بالدراسة، بالعلاج، بالإسكان، بالوظائف، بالارتقاء، بالوظائف، بالمراكز القيادية، بفرص العمل الحُر، بالتدريب، بالتجارة، بالثراء، ولديها قصور في الأداء نعم في بعض المناحي التي دائماً نكتب عنها وننبّه لضرورة معالجتها، إنما أضرارها هي الأخرى تقع على الجميع دون تمييز.

فالمتضرر من التجنيس الذي فاق قدرات البحرين على الاحتواء، هو البحريني أياً كان مذهبه، والمتضرر من العمالة الأجنبية، سواء منها المخالفة أو حتى النظامية التي استحوذت على فرص العمل، هو البحريني أياً كان مذهبه أو موقع سكنه، والمتضرّر من العمالة الأجنبية في البحر هو البحريني بجميع مذاهبه، سواء أكان بحّاراً أو مستهلكاً.

نحن بحاجة لمزيدٍ من الأصوات الجريئة المستعدة للمواجهة، والتي راجعت أفكارها وملكت الجُرأة على مخاطبة الآخرين، متحمّلةً ما ينالها من إقصاء ومحاولات للتحطيم. نحن بحاجة إلى من يدعو الشباب للانضمام تحت راية بحرين جامعة موحّدة، إلى شباب يؤمن بالدولة كوعاء حافظ للكل، كأرضية مشتركة. نحن بحاجة للوقوف تحت العلم البحريني إيماناً منا بأن الدولة ملاذ آمن للجميع.

نحن بحاجة إلى تقييم القصور في أداء الدولة تقييماً منصفاً عادلاً يُشير إلى موقع القصور من أجل إيجاد الحلول والمعالجة. نحن بحاجة إلى الخروج من سجن صنعه البعض بيده ومصرّ على البقاء داخله بحجّة «الاضطهاد».الفقر الموجود والحاجة الموجودة عند شرائح ذات الدخل المحدود هي من جميع الطوائف، وليست حصراً على فئة، البطالة الموجودة في بيوت من جميع المذاهب، مضايقات الأجانب في السوق، تقع على جميع أبناء المذاهب.

بالمقابل «تمكين» مثلاً.. مؤسسة حكومة أهلية تُساعد الشباب للدخول لسوق العمل، وتساعدهم على الارتقاء بوظائفهم دون تمييز، ليس هناك توجيه بمساعدة فئة دون أخرى، بل بالعكس تسمع الشكاوى من أبناء الطوائف الأخرى بأنها هي المستبعدة الآن وذلك غير صحيح.

روّاد الأعمال الذين يدخلون السوق هم من جميع المذاهب، ويجدون نفس الصعوبات، ونفس العقبات، ونفس التسهيلات، ونفس الفرص أيضاً. مشاريع صغيرة ناجحة كثيرة لشباب مجتهد يحفر الصخر عصامي لم يحبس نفسه داخل عقدة الاضطهاد دخل السوق ووجد له موطئ قدم، وها هو مستمر وله نفس الخدمات ويشتكي من ذات العقبات. ليس هناك اضطهاد لفئة في جميع ما تقدمه الدولة من خدمات.

النقطة الأهم؛ هناك حاجة لنقاط التجمّع البحرينية التي يجتمع عندها كل أهل البحرين بجميع مذاهبهم، بحاجة لزيادة عددها، بحاجة لتنشيط الذاكرة البحرينية الجمعية كلما ظهرت محنة، بحاجة إلى تعزيزٍ ودعمٍ وتذكيرٍ للناس بها كي تُبعدهم عما هو مصطنع ويفرّق بينهم، نحتاج الأصوات التي تعمل على تذكير أهل البحرين بأنهم في مركب واحد بلا تمييز لا رسمي ولا شعبي.

نحن بحاجة للاحتفاء بالوطن الذي يجمعنا والذي لا يُعوّض ولا يستحق منا إلا كل الحب والدعم والاحترام، وأن نقف تحت الراية البحرينية معتزّين بها.

شكراً لمن نزع التردّد من نفسه وجرأ أن يقف مع كل البحرينيين صفاً واحداً، شكراً لمن آمن بالمظلة البحرينية الشاملة للجميع.